جرى مساء يوم الجمعة بالدار البيضاء تكريم محمد البريني، مدير نشر صحيفة الأحداث المغربية، في حفل حضره أعضاء المجلس الإداري للمؤسسة والطاقم الإداري والصحفي بالجريدة، وجمع من صحافي الإحداث المغربية السابقين،. وبهذه المناسبة، اعتبر محمد البريني، الذي ترك منصبه في الجريدة ليخلفه المختار الغزيوي عضو رئاسة التحرير بالصحيفة، أن تجربته التي أسس لها من خلال إنشاء جريدة الأحداث المغربية شكلت علامة فارقة في المشهد الصحفي الوطني، وكان لها إسهامها في وضع لبنات مدرسة صحفية تحترم قيم المواطنة الحقة، وتعمل من أجل نهضة بلدها وتطوير مهنتها. وبنبرة تأثر، عجز فيها الإعلامي الكبير عن مغالبة دموعه، وصف مساره الصحفي داخل صحيفة الأحداث بكونه «مغامرة غير مسبوقة، وبدون ضمانات للمستقبل»، مسترسلا «إنكم جعلتموني أوقن أن حياتي لم تكن عبثا، لذا أشكركم على كل الانتصارات التي حققتموها، كأسرة واحدة، في المجال المهني والإعلامي، وصمودكم في وجه الهجمات التي تعرضت لها المؤسسة ، وتحدت لبريني عن اللحظات الصعبة من ترهيب ومحاولة تكميم الجريدة من طرف القوى المحافظة وذكر بفضية الطرد الملغوم، الذي سبق وبعث للجريدة في وقت سابق وكدا الحملات التي تعرضت لها الإحداث المغربية». وقال البريني، الذي أبى زملاؤه أن يودعوه أو أن يغادرهم هو، ليبقى «الرئيس المؤسس» للجريدة، إنه على يقين أن رفاق دربه وتلامذته «قادرون على رفع التحدي ومواجهة التحديات التي تواجه الصحافة ليس فقط على الصعيد الوطني بل على الصعيد العالمي خاصة الصحافة الورقية، وسي طل محمد لبريني على قراء الاجداث عبر عمود أسبوعي يصدر كل اثنين، بإلحاح من الصحافيين ومسؤولي الجريدة الجدد». وأكد، بكل ثقة، أنه ما يزال «عضوا في هذه الأسرة التي وجدت فيها السعادة، وقضيت فيها أجمل الأوقات، رغم كل الصعوبات التي واجهتنا»، معربا عن يقينه بأن «الأحداث المغربية ستبقى، ومهمتها ليست التجارة، وإنما خدمة مصلحة الوطن، وإذا لم تفعل ذلك، فليس هناك مصلحة في بقائها، فهي جريدة كل المغاربة دون حسابات ضيقة». ومن جهته، أكد مراد البكوري رئيس مجلس إدارة المؤسسة التي تشرف على إصدار الجريدة، أن «الاحتفاء بشخص من قيمة محمد البريني، هو أمر صعب، لكن لابد من لحظة للاعتراف بإسهامات هذا الرجل، الذي آثر دوما العمل في الخفاء والابتعاد عن الأضواء، وأصر أن يشتغل بصمت، رغم أنه راكم تجربة وخبرة امتدت لأزيد من أربعة عقود أهلته ليكون أحد رواد المشهد الإعلامي بالمغرب». وأضاف البكوري أن «تكريم اليوم ليس تكريما لشخص البريني فقط ، وإنما هو احتفاء بمشروعه الفكري المجتمعي الذي تقاسمه معه ثلة من الأشخاص الذين أسسوا لمشروع إعلامي حداثي، يدعو إلى تكريس قيم الديمقراطية وثقافة حقوق الإنسان كما هي متعارف عليها كونيا». وتناول الكلمة يوسف بنجلون التويمي، الذي أكد على الدور الذي لعبته صحيفة «الإحداث المغربية» في المشهد الإعلامي المغربي، وشكر كل العاملين، على التعامل الايجابي طيلة فترة توليه الإشراف الإداري عن المؤسسة، وأعرب عن تقديره لصديقه الحميم محمد لبريني مؤكدا على عمق العلاقة الإنسانية بينها، كما تم استحضار الروح الطاهرة للفقيدين مصطفى القرشاوي ومحمد مؤيد وأياديهما البيضاء في ميلاد وتوهج الجريدة وتطورها. وكانت الكلمة الختامية في الحفل، الذي مر في أجواء إنسانية عميقة، انساب فيها غير قليل من الدمع الحار من الجميع، للمدير الجديد المختار لغزيوي، والذي ليس سوى واحدا من«أبناء الإحداث المغربية» حيث تحدث عن جسامة المسؤولية وتعهد بالسير، على نفس الخط لتبقى الإحداث صوتا للحداثة والديمقراطية ورقما صعبا في الدفاع عن الوطن والمواطنة، كما ذكر المختار بأسماء كبيرة تركت بصماتها في عنوان الإحداث المغربية.