محمد بوهلال منذ مدة ليست بالقصيرة والتلفزيون المغربي يبث إشهارا حول السمك المغربي ،حيث يقدم أطباقا شهية من سمك المغرب الذي تحفل به سواحلنا على امتداد أزيد من 3500 كم ،ولعل تلك الأطباق التي يقدمها الإشهار تغري المواطنين وتحرك أمعاءهم لدرجة تسيل لعابهم ممنين النفس بإعداد طجين من السمك المغربي المطبوخ بالبطاطس والطماطم والممزوج بالتوابل المختلفة من فلفل احمر وثوم وأوراق القصبور والبقدونس على غرار ما يقدمه الاشهار ،كما يمنون النفس أيضا بتناول سمكة كبيرة من الأسماك المقدمة في الإشهار والمحشوة بما لد وطاب . وأمام هذا الإغراءات التي تؤكد مميزات الحوت المغربي الطبية ومختلف الفيتامينات التي يتوفر عليها ،تنطلق مختلف الشرائح الاجتماعية لاقتناء حوت بلادي من الأسواق الخاصة ببيع السمك. غير أن الصدمة تصيب الأغلبية الساحقة من الشرائح الاجتماعية إذ يفاجؤون بارتفاع أسعار سمكنا رغم طول شواطئنا حيث أن أثمانه تتراوح حاليا بين20 الى120 د للكج .فحتى سمك السردين الأكلة الشعبية أصبح يلتهم جيوب المواطنين فهو يبلغ 20 د للكلج في أحسن الأحوال ، أما الميرنة فتتراوح أسعارها بين 50 الى 70 د في حين يبلغ ثمن كلج من الباجور من الحجم الكبير 120 د أما سمك موسى ولانكوست وغيرها من الأنواع والتي لا نعرف حتى أسماءها فحدث و لا حرج . فكيف لرب أسرة تتكون من أربعة أشخاص أن يهيئ طجين من السمك المطبوخ يحتوي على سمكة من وزن 2 كلج من نوع باجور بالإضافة إلى ما تتطلبه من خضر وتوابل بما مجموعه 200د على الأقل في وجبة الغذاء ثم بعد ذلك يفكر في وجبة العشاء وهذا ما لا يمكن أن تتحمله ميزانية هذا الشخص سواء كان موظفا أو تاجرا صغيرا ،وحتى الطبقات الشعبية والأكثر فقرا فان ميزانيتها هي الأخرى لاتستطيع إعداد أكلة من سمك السردين الطري . والواقع أن إشهار حوت بلادي على شاشة التلفزيون المغربي ليس إشهارا مناسبا في الوقت الحالي نظرا للازمة الاقتصادية التي تعيشها مختلف الطبقات الشعبية نتيجة الغلاء الفاحش الذي تعرفه جل المواد الغذائية بالإضافة إلى البطالة المقنعة والمتفشية في مخلف الفئات الشعبية ، أضف إلى هذا فان سمك المغرب والذي يصطاد في أعالي البحار بواسطة الأساطيل المتطورة والمزودة بأحدث الأجهزة في مجال الصيد البحري و التي يملك حق استغلالها شخصيات نافذة وشركات متعددة الجنسيات يباع محصوله السمكي في الموانئ الأوروبية وخاصة الموانئ الاسبانية ، أما الحصيلة السمكية المتبقية و التي تصل إلى موانئنا فهي ضعيفة مما يجعل اثمنة الأسماك المغربية تعرف ارتفاعا مستمرا . ومن البديهي أن يصبح إشهار حوت بلادي ضروريا عندما يكون العرض السمكي وفيرا والمواطنون المغاربة عازفون عن اقتنائه ،أما حاليا فالعرض ليس متوفرا بالشكل المطلوب وكل المغاربة يعشقون تناول اسماك بلدهم ولو مرة في الأسبوع على الأقل ، لكن هيهات أن يتحقق ذلك كما يقول المثل ..العين بصيرة واليد قصيرة ،فمرحى لأكلي حوت بلادي من الطبقات الميسورة .أما نحن فيكفينا الاستمتاع بمشاهدة الإشهار اللطيف أو التفرج على السيدة شميسة رائدة الطبخ المغربي وهي تهيئ أطباقا متنوعة من السمك الشهي و توزع ابتسامات عريضة على المشاهدين