جائزة التميز الوطني لفائدة المجموعة التازية لفني السماع والأمداح النبوية، وحفل خاص بمناسبة عيد الأضحى المبارك بدار التازي. عبد السلام انويكًة/تازة تازة واحدة من المدن المغربية العتيقة،التي تملك إرثا ثقافيا ماديا وروحيا هاما.يظهر ذلك من خلال ما تحتويه من جوامع ومدارس أصيلة،من دور للقرآن هنا وهناك ومن زوايا تتوزع بالمجال العتيق/تازة العليا،بعلامات وأدوار مشرقة في الزمن.هذا بالإضافة الى أضرحة علماء وفقهاء وصلحاء ومادحين ومنشدين وقراء وغيرهم.ولما هو روحي من مديح وسماع،ارتباط وثيق بساكنة المدينة العتيقة كما كان الحال دائما ومنذ قرون.وكثيرة هي تقاليد وعادات أسر أهل البلد"توازى"في صلة لها بمساءات الذكر والروح والإنشاد،كلما دعت مناسبة الأعياد الدينية والأفراح الخاصة وغيرها من مواعد التلاقي الأصيل،سواء داخل بيوت أو في دور زوايا واحيانا بأضرحة صلحاء المدينة،التي لاتزال برمزية روحية عند الأهالي كما حال الولي سيدي عزوز الشهير وعلي بن بري وابن يجبش التازي وغيرهم من علامات ثرات للمدينة المادي.وسنويا سواء بمناسبة المولد النبوي الشريف أو عيدي الفطر والأضحى،كثيرا ما يتم تنظيم ليالي بفرجة تصوف عميق،وبروح ذكر ومديح وقراءات ومنتخبات شوق،الى ساعات متأخرة من الليل.رفقة عدد من المادحين والعاشقين والمحبين لذكر الله،قبل أن ينتهي الحفل الى ما يعرف بالوقفة أو العمارة.حيث ختام موعد المحبين لله ولرسوله،على ايقاع دقات طبول متناغمة،بردود فعل ضيوف الحفل وهيبة الليلة وانتقالات المقدم النغمية.وشيء مهم الإشارة لما توجد عليه تازة من نهضة معبرة،في مجالي المديح والسماع على امتداد العقد الأخير،بفضل سلف رحمهم كانوا بأثر كبير لفائدة شباب وجيل جديد من عشاق هذا الثرات.وبفضل خلف من الأساتذة الموهوبين والمشهود لهم بالكفاءة في هذا المجال،الذين يعملون من أجل ترسيخ هذه الأصول الثقافية والفنية الثراتية،عبر التكوين والتاهيل والإشراف والتوجيه والتمرين.يكفي كون تازة تحتوي حاليا على ازيد من ثلاثين مجموعة صوتية للمديح والسماع والإنشاد النبوي،تملأ المدينة فنا رفيعا نظيفا في عدد من المناسبات،وتمثلها في مواعد للمديع والسماع جهويا وطنيا وعربيا،وتجتهد عبر برامجها السنوية من أجل تطويرالأداء، والإرتقاء بهذا المجال علميا وادبيا.وتازة كانت دائما متألقة عبر التاريخ يكفي ما أورده لسان الدين بن الخطيب."تازة بلد امتناع وكشف قناع ومحل ريع وايناع،وطن طاب ماؤه وصح هواءه وبان شرافه واعتلاؤه،وجلت فيه مواهب الله وآلاؤه".وحفل عيد الأضحى الذي نظم مؤخرا بدار التازي بتازة،كان احتفاء بالجمعية التازية لفني السماع والأمداح النبوية،برئاسة مولاي أحمد سليماني.والتي فازت بجائزة التميز الوطنية لهذا الموسم،في الدورة السادسة عشرة لمهرجان فاس للمديح والسماع.حفل التتويج هذا حضره عدد من المثقفين والمبدعين والباحثين والفاعلين الإعلاميين،ونجوم من ابناء المدينة في الفن والمسرح والسينما والغناء.كما المقتدرة مجيدة بنكيران وعبد اللطيف بناني ومحمد بلهيسي ونور الدين بنكيران وعبد الاله بسكًمار وعبد اللطيف جزاري،وغيرهم من الأسماء المشرفة بعطاءها واسهامها المتميز في الداخل والخارج.برنامج حفل التتويج الذي حضرته الجماعة الحضرية للمدينة،في شخص ذ.خالد الصنهاجي.كان بفقرات جمعت بين النغم الروحي الرفيع والأصيل،من اداء الجمعية التازية لفني السماع والأمداح النبوية،في ليلة تشوق تاريخية بامتياز.وكلمة بالمناسبة لرئيس الجمعية على شرف ضيوف الحفل،أشار فيها لسياق جائزة التميز التي تم الحصول عليها بفاس.ولما لها من أثر في التحفيز والإجتهاد من أجل مزيد من العمل،بما يشجع الجمعية ومعها باقي الفرق الأخرى،على البذل والعطاء والتنافس الشريف. لإبراز المواهب والكفاءات التي تحتويها المدينة في هذا المجال،الذي لايزال بمساحة واسعة للإشتغال والاجتهاد.وقد تم بالمناسبة عرض لقطات مصورة من حفل التتويج،تخللتها كلمات للجهات المنظمة لمهرجان فاس الأخير للمديح والسماع.وكانت الحصة الأولى من حفل تتويج الجمعية الذي نظم بتازة،قد اشتملت على منتخبات من نغم الحصار في غرض الشوق لزيارة خير الديار.ثم حصة ثانية ارتجالية اشتملت على توسلات وتصليات من كتاب دلائل الخيرات.ومن جملة الفقرات التي انارت الحفل،القراءة العطرة والمؤثرة لعبد الفتاح شهبون .أحد ابناء المدينة وواحد من المتخرجين عن الجمعية التازية للسماع والامداح النبوية،موهبة ربانية نادرة في قراءة القران،يعمل حاليا اماما بمدينة العين بالإمارات العربية المتحدة، إسم كان دائما باخلاق فاضلة وصفات حميدة،فضل قضاء العيد ببلاده ومدينته فكان خير ضيف على هذا الحفل البهيج.الى جانب ابن المدينة الواعد المتألق عماد طويهري،والذي فاز بالجائزة الأولى لتجويد القرآن،الذي نظمته القناة الثانية خلال الموسم الماضي.مع أهمية الإشارة الى أن الحفل كان بكلمة توجيهية عميقة الدلالة،بمناسبة العيد السعيد،للعلامة د.بنعمر الخصاصي.ودعما لهذا الثرات العريق المغربي في المديح والسماع،ولصقل مواهب الأطفال والشباب والمهتمين بهذا المجال الدقيق المفاتيح والمناهج،وبدعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،تم مؤخرا إحداث مدرسة للتكوين والتأهيل وفق برنامج خاص.يجمع بين تلقي الدرس والأداء والتمرين،ويقوم على تأطير أساتذة متخصصين في المجال.من اجل استقبال وانتقاء اطفال موهوبين،وفق شروط علمية وظيفية،ومواد داعمة للإكتساب المنتظم.كل هذا من شأنه اعطاء نفس قوي،ليس فقط لهذا الإرث الفني الروحي العريق،بل للمدينة ثقافيا في بعدها الوظيفي بما يخدم البلاد والعباد بعيدا عن البهرجة والسوقية.وذلك من خلال موعد قار وازن وطنيا،ومهرجان بالمواصفات الإحترافية.من اجل ابداع حقيقي وتنافس شريف،من شأنه ابراز إمكان ومواهب أطفال وشباب،ما أكثرهم في هذا البلد السعيد. عبد السلام انويكًة Abdesslam nouiga