تنظم الجماعة القروية لإغزران بإقليمصفرو و فيدرالية النسيج الجمعوي بإغزران الدورة الرابعة لمنتدى التنمية والثقافة بإغزران يوم السبت 31 ماي سنة 2014 في موضوع السياحة الجبلية تحت شعار تثمين الموارد الترابية وتنويع مداخل التنمية ذ. محمد الزرهوني ذ. محمد البقصي ذ. رشيد أعنوز عن اللجنة الثقافية للمنتدى ما فتئت الجماعة القروية لإغزران بإقليمصفرو تُؤسس مشروعها الثقافي التنموي على امتداد دورات منتداها السنوي للتنمية والثقافة، الذي انطلق سنة 2011م، وتعمل جاهدة بإسناد من شركائها على ترصيد حصيلته المعرفية، والبحث عن سبل أجرأة مخرجاته في مشاريع تعود بالنفع على الساكنة؛ ولا غرو أن اقتراح موضوع: "السياحة الجبلية" للتداول والنقاش، تحت شعار: "تثمين الموارد الترابية وتنويع مداخل التنمية"، في الدورة الرابعة لهذا المنتدى، يندرج في هذا السياق التنموي الطموح الذي تتقاسمه جماعة إغزران مع باقي المجالات الجبلية المغربية. 1- أرضية الدورة ظلت المجالات الجبلية التي تزخر بموارد طبيعية وافرة ومؤهلات ثقافية ثرية، تسترعي اهتمام المسؤولين والمدبرين الذين حرصوا على استثمارها في مشاريع اقتصادية منذ فترة الحماية، بما فيها قطاع السياحة، مما أسهم في انبثاق الجيل الأول من الهياكل والبنيات السياحية الجبلية القائمة على تهييء شبكات طرقية ومسالك ومدارات وإنجاز بنيات استقبال، ما لبث أن تشكلت حولها نقط استجمام وترفيه لتلبية حاجات الأوروبيين. وفي مقابل هذا الإنجاز تعرض سكان الجبال الأصليين لإقصاء مُمنهج، تجسد في سلب إرادتهم ومواردهم، فلم تعد الأنظمة الرعوية والزراعية التقليدية التي تمسكوا بها في إطار اقتصاد معاشي، قادرة على تغطية حاجاتهم والإيفاء بمتطلباتهم المتزايدة، في ظل تحول مناخي أدى إلى تقلص الموارد المائية والغابوية، وتغير اجتماعي عميق، تراجعت فيه قيَّم التعاون وتراخت العلاقات التضامنية التي كانت تؤمن نوعا من التعاضد للفئات الهشة منهم، وتخفف من حدة معاناتها وتهميشها. والواقع أن هذه الاختلالات تعمقت منذ الاستقلال، بحيث إن المناطق الجبلية لم تحض إلا ببعض المشاريع الجزئية والمحدودة قطاعيا ومجاليا، فكان من بين نتائج ذلك على المستوى السياحي حدوث تباين واضح في تطور المراكز السياحية الجبلية الموروثة عن الحقبة الاستعمارية، إذ أن القليل منها هو الذي عرف نموا واضحا بفضل مواقعه المناسبة، من قبيل إيموزار كندر وإفران… بالأطلس المتوسط الأوسط، بينما كان مآل الباقي منها إما الجمود الواضح مثل مدينتي تازةوصفرو… أو التقهقر البيِّن بفعل الإهمال سيما محطتي باب بودير وبويبلان… وبذلك، فإن هذا التوجه لم يسهم في تطوير هذه النواة السياحية القائمة، التي كان بالإمكان الرقي بها إلى مشروع سياحي يعضد الاقتصاد الجبلي. لقد طرح هذا الاختلال المجالي بالمناطق الجبلية إشكالية وطنية عميقة ومقلقة، أثارت اهتمام المدبرين وذوي القرار منذ ثلاثة عقود خلت، بحيث بادروا مع مطلع الثمانينيات إلى بلورة سياسة لإعداد التراب الوطني، باعتبارها خيارا استراتيجيا يرمي إلى تحقيق تنمية مُندمجة ومستدامة بجميع الجهات، أخذا بعين الاعتبار خصوصيات وإمكانيات كل منطقة. وفي هذا السياق، احتلت المناطق الجبلية مكانتها اللائقة ضمن مكونات الميثاق الوطني لإعداد التراب الوطني، إذ عَبَّرت رؤيته عن طموح يتوق إلى رفع الحيف عن المجتمعات الجبلية، وتمكينها من فرص تثمين مواردها وتنويع أنشطها تبعا لمؤهلاتها الذاتية، في مشاريع قطاعية متعددة من بينها النشاط السياحي. وقد توالت بعدئذ مبادرات ومخططات عمومية ذات بعد مندمج، هَمَّت بكيفية مباشرة المجالات الجبلية في بعديها الطبيعي والبشري، نذكر منها على الخصوص: البرنامج الغابوي الوطني الذي يتبنى التعاون والشراكة مع الساكنة المستهدفة في تدبير الغطاء الغابوي، والمخطط الأخضر الذي أدمج في تصوره الفلاحة التضامنية التي تنتشر بالجبال وسفوحها، ثم المخطط الأزرق الذي نص في منظوره على إنعاش السياحة الثقافية والطبيعية بالمناطق القروية. وفي هذا الخضم، يمكن استحضار أول تجربة على الصعيد الوطني في إطار "مشروع الأطلس الكبير الأوسط"، انطلقت منذ بداية الثمانينيات بعدد من الجماعات القروية الأكثر عزلة وفقرا بكل من إقليمأزيلال (جماعات: تبانت، وآيت بوولي، وزاوية أحنصال، وإقليم تنغير (جماعة إغيل مكون)، وهي التجربة التي تأسست على مقاربة مندمجة لتنمية الاقتصاد الجبلي في إطار التعاون الدولي، رُوعي في منطلقها تنويع أنشطة الفلاح في سياق المزاوجة بين الفلاحة والسياحة لخلق فرص الشغل وتنمية مداخيل الأسر المعنية. والملاحظ أن هذه الحركية غير المسبوقة أخذت مداها القوي منذ سنة 2005، بفضل فرص التمويل التي وفرتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما فتح آفاق تنموية واعدة، وقاد إلى تعدد المشاريع وتنوعها، لا سيما ما تعلق منها بالسياحة الجبلية. وستتوالى تجارب مماثلة بفضل عروض المخطط الأزرق. فعلى المستوى المحلي لإقليمصفرو، يبدو أن قطاع السياحة الجبلية أخذ مكانه ضمن البرنامج التعاقدي الجهوي لتنمية السياحة بجهة فاس بولمان المُوقع سنة 2012م، بحيث تضمن هذا البرنامج 11 مشروعا تَمثل في إقامة متحف الاثنوغرافيا، وتهييئ المخيم البلدي مع إنشاء مركز للتعريف بالتراث بمدينة صفرو، وإحداث مدار سياحي بها، كما نص على تأسيس دار للضيافة بأوكليت، ومآوي بكل من تافجيغت وتافرت، بالإضافة إلى دعم الإيواء عند الساكنة بمنطقة آيت السبع لجروف، فضلا عن تثمين المنتجات المحلية وتهييء أربعة محلات لعرضها. وقد مست هذه الدينامية التنموية جماعة إغزران بدورها، إذ ستعرف تهيئة مدار سياحي وإعداد دور لاستقبال السياح. 2- أسئلة الدورة انطلاقا مما سبق، تُثار الكثير من الأسئلة المُهيكلة والموجهة للنقاش في موضوع جديد نسبيا، يتعلق بقطاع اقتصادي ما زال في طور الاختبار والتجريب ببلادنا، ولم يعرف بالتَّبع ما يكفي من التراكم العِلمي والعَملي، بشكل يُفيد بعمق في تقديم حصيلة تُمكن من توضيح الصورة للمتتبع والمهتم، وتوجيه قرار المستثمر والمتدخل، وتوفير فرص التصحيح والملاءمة للمدبر والفاعل. وفي ظل هذا الخصاص، تُوفر الدورة الرابعة لمنتدى إغزران للتنمية والثقافة فضاء للحوار، يُمكن أن تتهيكل أسسه حول الأسئلة الموالية: 1.2- هل يمكن اعتماد السياحة نشاطا أساسيا لتحريك عجلة التنمية القروية بالجبال أم عنصرا مكملا له؟ 2.2- ما هي السبل المناسبة للاستفادة من الفرص والعروض المتاحة في الوقت الحاضر، من مخططات وبرامج وتمويلات وتأطير وتكوين وتعاون دولي… لهيكلة السياحة الجبلية على أسس سليمة؟ 3.2- هل المجال الجبلي المغربي بمقوماته البيئية والثقافية قادر في الوقت الراهن على استقبال وتدبير مشاريع سياحية وفق المعايير المطلوبة؟ 4.2- في ظل أية شروط مادية ومعنوية يمكن بلورة مشروع سياحي مُجدٍ بالتراب الجبلي؟ 5.2- ما هي متطلبات المشروع السياحي المثمر بالمجالات الجبلية، على مستوى الإعداد والتدبير والتقويم؟ 2.6- كيف يمكن نهج وتفعيل سياسة سياحية مستدامة، تنمي المجال وتحافظ على مقوماته البيئية والثقافية؟ 3- محاور الدورة تروم المحاور المقترحة للدورة مقاربة موضوع السياحة الجبلية في بعدها النظري/المفاهيمي، من زوايا فكرية مختلفة وتخصصات معرفية عديدة، وبعدها الإجرائي العملي باستحضار التجربة المغربية، منذ فترة الحماية إلى الآن، وكذا بعدها الاستشرافي الطموح بإدماج الخبرة المُرسملة من الميدان؛ ومن ثمة فإن تتبع العديد من البرامج والتجارب من مختلف الجبال المغربية والأجنبية، يسهم لا محالة في تشكيل صورة واضحة عن هذا القطاع، والمساعدة على بناء استراتيجية حصيفة ومنتجة لتفعيل الدور المنوط بهذا القطاع في التنمية المجالية المستدامة. 1.3- المحور الأول: السياحة، المفهوم والمقومات والأبعاد الوظيفية يُمكن التركيز في هذا الصدد على العناصر الموالية: 1.1.3- التعريف بمفهوم السياحة بمختلف تفرعاتها (القروية، الجبلية، الثقافية، البيئية، المستدامة، التضامنية، النظيفة، المسؤولة…)، وتعداد مقوماتها المادية والمعنوية… 2.1.3- بسط وتحليل قطاع السياحة من خلال المرجعيات: الدينية، والاجتماعية، والإنسانية، والنفسية، والتربوية، والاقتصادية، والتنموية… بغرض الإحاطة بالظاهرة من أهم جوانبها. والأكيد أن إفادات كل من رجل الدين، والمؤرخ، والجغرافي، والسوسيولوجي، والبيداغوجي، والاقتصادي، والبيولوجي، والأديب، وكذا القانوني، والمُهيئ، والمدبر، والجمعوي… قيٍّمة ومُفيدة للإيفاء بهذا الغرض العلمي. 3.1.3- تبيان إسقاطات النشاط السياحي على المجال الترابي للجماعات، سيما بالمناطق الجبلية، وذلك على مختلف المستويات، وبحْث سُبل تطوير السياحة المنتجة والنظيفة… في أفق ضمان استدامتها. 2.3- المحور الثاني: السياحة الجبلية رِهان تنموي بالمناطق القروية تَبرز في هذا الصدد أهمية سبر أغوار أبحاث وتقارير وتقييمات عامة أو جزئية، أو مُخرجات لدراسة حالات من أجل استطلاع انبثاق وتطور السياحة الجبلية بالمغرب، وذلك من خلال: 1.2.3- تقييم ظرفية وأهداف ومسار نشأة النشاط السياحي بالمناطق الجبلية المغربية، على عهد الحماية، وتتبع سيرورة تطوره بعد الاستقلال في ضوء اقتصاديات السياحية عامة، والاستراتيجية السياحية المُتبعة، خاصة. 2.2.3- إبراز رهانات السياحة الجبلية داخل ثنايا الاستراتيجية الوطنية لتنمية التراب الوطني وباقي المخططات والبرامج المطروحة أو المُفعَّلة في الوقت الحاضر، مع الوقوف عند مختلف الإكراهات التي تحول دون تطور أنشطة هذا القطاع وفق الأهداف المسطرة. 3.2.3- تحليل مخططات وآليات وأدوات السياحة الجبلية بالمغرب، ومدى قدرتها على النهوض بمهام التنمية المجالية، بالقياس لعناصر التجربة الميدانية، ولمختلف الدراسات والتقييمات المنجزة حولها على المستويات الوطنية والجهوية والمحلية، وكذا الدولية. 4.2.3- الوقوف عند حصيلة مختلف المؤسسات والهيئات والتنظيمات التي تشارك في تأطير السياسة السياحية الوطنية وتفعيل أنشطتها، من قبيل: وزارة السياحة، المكتب الوطني المغربي للسياحة، الشركة الغربية للهندسة السياحة، المجالس الجهوية للسياحة، الفدرالية الوطنية لأرباب الأسفار… وهيئات مهنية أخرى لها ارتباط مباشر أو غير مباشر بهذا القطاع. 5.2.3- استعراض تجارب للمشاريع السياحة الجبلية على الصعيد الوطني، لاستخلاص حصيلتها، وتلمس فرص دمجها في خِطط سياحية لاحقة. ولعل الانكباب على تقييم تجربة الأطلس الكبيرة سيُثمر فائدة كبيرة. 3.3- المحور الثالث: مسار السياحة الجبلية بإقليمصفرو يتوخى هذا المحور الوقوف عند تجربة السياحة الجبلية بإقليمصفرو من خلال المحاور الموالية: 1.3.3- الاطلاع على مكانة السياحة الجبلية في المخططات التنموية لجهة فاس بولمان وإقليمصفرو، وتتبع صيغ تنزيلها على أرض الواقع. 2.3.3- دراسة مكونات وأهداف البرنامج التعاقدي الجهوي لتنمية السياحة بجهة فاس بولمان، الموقع سنة 2012، وحصر تقييم أولي لأجرأة مقتضياته في الميدان. 3.3.3- رصد فرص استفادة الجماعات الترابية الجبلية بإقليمصفرو من برامج ومخططات السياحة ضمن رؤية 2020. 4.3.3- تتبع تفعيل برامج إنعاش السياحة الجبلية بجماعة إغزران بإقليمصفرو، ضمن البرنامج التعاقدي الجهوي لتنمية السياحة بجهة فاس بولمان سنة 2012م. والتطلع نحو آفاق تطوير أنشطة سياحية ملائمة بالجماعة، تعمل على تثمين الموارد الترابية المحلية والمحافظة عليها. 4- أهداف الدورة الرابعة لمنتدى التنمية والثقافة لإغزران تتوقع هذه الدورة تحقيق الأهداف الموالية: 1.4- تعرف خصوصيات ومقومات السياحة الجبلية باعتبارها رافعة لتنشيط الدورة الاقتصادية المحلية وتنويع مداخلها، في ضوء رؤية 2020 المتعلقة بتنمية السياحة الوطنية. 2.4- عرض نماذج لتجارب محلية ووطنية ودولية تتعلق بالسياحة الجبلية، والعمل على الاستفادة من مُحصلاتها باقتراح تصورات ملائمة لإدماج النشاط السياحي بكيفية سلسة وملائمة في الدورة الاقتصادية بالمناطق الجبلية، في إطار مخططات ومشاريع مستقبلية. 3.4- تتبع مسار تفعيل البرنامج التعاقدي الجهوي لتنمية السياحة بجهة فاس بولمان، وتقديم حصيلة أولية حول إنجازاته، ورصد موقع جماعة إغزران داخله. 4.4- نشر أعمال الدورة الرابعة لمنتدى التنمية والثقافة لإغزران في كتاب خاص يحمل رقم 4، سيصدر كما هي العادة يوم انعقاد الدورة؛ وتتطلع اللجنة المنظمة لإنتاج وثيقة متكاملة على المستويات المعرفية والإجرائية والاستشرافية. 5- مقتضيات المشاركة في الدورة ترحب اللجنة المنظمة بكل المشاركات التي تصب في أهداف الموضوع المقترح؛ وسعيا لضمان سير أشغال الندوة في ظروف حسنة، وإنجاح فعالياتها، يُرجى التقيد بالمقتضيات الموالية: 1.5- تأكيد المشاركة في رسالة عادية أو إليكترونية، قبل يوم 30 نونبر من سنة 2013م. وسيتم الرد على الطلبات قبل 30 دجنبر من سنة 2013م. 2.5- تسليم نص المداخلة من قبل المشاركين قبل يوم 15 أبريل من سنة 2014م، وفق الشروط المفصلة أسفله؛ مع التأكيد على أن تسليم نص المداخلة في موعده يعد شرطا أساسيا للمشاركة. 3.5- تقدم المداخلات بكيفية مختصرة ومركزة ضمن فعاليات الدورة، على شكل طاولات مستديرة، مع إمكانية استعمال وسيلة العرض projecteur، ولا تتجاوز بأي حال من الأحوال مدة عرض المداخلة عشر دقائق، حتى يتسنى إشراك الحضور بكيفية مكثفة في النقاش. 4.5- لا يتعدى نص المداخلة 30 صفحة، يُضبط النص على نظام Word باستعمال خط simplfied Arabic، بحجم 12 points، ويُرجى تصحيح النص وتصفيفه وفق نموذج A5، (يشغل المجال المكتوب حيزا من الصفة يقدر ب: 11سمX17سم). 5.5- تدرج الخرائط والرسوم والمبيانات والخطاطات في النص باللونين الأبيض والأسود، مع اعتماد الرموز (الخطية والنقطية والإقونات) بالنسبة للرسوم والمبيانات والخرائط؛ علما بأن الصور لا يمكن نشرها لأسباب تقنية. مرجبا باقتراحاتكم من أجل إغناء فعاليات هذه الدورة.