لم يكن غريبا على المغاربة ذكاء ملكهم الشاب وتجاوبه مع طموحاته الكبرى. لم يكن مستبعدا لملك ثار بعد توليه عرش المغرب عن مفهوم البروطوكول المخزني وتقاليد القصر. بل لم يكن في الحسبان أمام أنظار العالم كيف سيخرج محمد السادس بنظرة شمولية لإصلاحات تعدت بكثير ما كانت تطمح إليه شبيبة هذا الوطن. خطاب جاء في وقت مناسب لقطع الطريق أمام اليسار المتطرف وكذلك اليمين المتطرف وأمام الإعتقاد بعلمانية لا نفهمها نحن المغاربة ولا لغة لها سوى تدمير أعرافنا التي نتمسك بها. إن الخطاب بكل الكلمات التي اسطفت بذكاء باهر اخذ البادرة لوضع خارطة طريق للديمقراطية واضعا بذلك المسؤولية على عاتق كل مغربي في تقرير مصيره. وهنا يبقى السؤال مطروحا: هل شبيبات الأحزاب المغربية سترقى إلى مفهوم جديد لإدارة دواليب مجالها السياسي؟ فعلى هذه الشبيبات أن تثور هي الأخرى لإزالة وصمة العار التي تلاحقها من القيادات التي جلست وتربعت على القيادة وكأن الحزب سكن بإسمها. إن اللغة قد تبدلت الآن، فلم يبق إلا العمل الجاد من أجل خوض الجهاد الأكبر. هذا الجهاد يحتاج إلى فكر، إلى تغيير العقلية الفاسدة لدى المغاربة وذلك بتجنب بل بالضرب على أيدي مفسدي الإنتخابات. ففي تقرير المصير بالإقتراع ، علينا جميعا أن نتجند للتعبئة الشفافة حتى نكون في مستوى ثورة الملك القائد والشعب. الملك وقف إلى جنب الشعب تاركا تلك الشرذمة الإنتهازية في الجانب الآخر. علينا إذن أن نبني فكرا جديدا مفاده حب الوطن، التفكير في الأجيال القادمة، ترصيص الصفوف لخوض معركة التحدي، قطع الطريق أمام القيادات التي شاخت بعد أن أكلت وشربت لحم ودم الشعب. إلى ذلك الحين، تكون التعبئة هي المرحلة القادمة...