تلبية لدعوة كريمة من طاقم هيئة تحرير منبر هسبريس الاليكتروني ، توجه الأستاذ والإعلامي عبد الإله بسكمار رئيس وحدة التواصل والإعلام بالنادي التازي للصحافة إلى الرباط لحضور منتدى قراء هسبريس يومه السبت 23 مارس الحالي والذي نظم بفندق ايبس بشراكة مع مركز ابن رشد للدراسات والتواصل في الرباط ، ويهدف اللقاء إلى تعميق التواصل والحوار بين هذا المنبر الإليكتروني الرائد وبين قرائه ومحبيه ، واشتمل برنامج المنتدى على محورين ” الصحافة وسؤال الاستقلالية ” ثم عمل المجموعة البؤرية في إطار تقييم القراء وانتظاراتهم ففي المحور الأول أبرز الأستاذ محمد الساسي ( أستاذ بكلية الحقوق والباحث في الشأن السياسي والعضو القيادي بالاشتراكي الموحد ) في عرضه طبيعة العلاقة التي ربطت الصحافة المعارضة وخاصة الحزبية منها بالوضع السياسي للبلد خلال فترة السبعينيات مؤكدا هيمنة ما هو ايديولوجي وحزبي عبر الخطوط التحريرية لهذه الصحافة على حساب المهنية غالبا مما نتج عنه أخطاء فادحة أضرت بصورة هذه الصحافة وذلك إلى حدود التسعينيات من القرن الماضي ، حيث ظهرت الصحافة المستقلة التي أجهزت تدريجيا على الجرائد الحزبية واحتلت مكانها بل أصبحت تمثل المعارضة إزاء الاختيارت القائمة بعد دخول جزء من اليسار إلى حكومة التناوب التوافقي ، ولا حظ الساسي بأن هذه المعارضة متفاوتة الخطاب ومختلفة المستويات النقدية ، والوضع الحالي متسم بالتباس كبير- يقول الساسي – سواء على صعيد الفرز بين العارضة والحكومة أو على مستوى المنابر الإعلامية ورقية كانت أم اليكترونية، وفي موضوع الاستقلالية وعلاقتها بالتمويل طرح الصحفي أحمد البوز عدة ملاحظات أهمها أن الدعم لم يعد يثير مشكلا في الدول الديمقراطية وهو يدخل عموما في إطار تعزيز استقلالية الصحافة وأدائها لدورها المنوط بها علما بأن هناك دول تحفظت على الدعم المباشر كألمانيا وانجلترا واسبانيا ، أما في المغرب فقد كان دعم الدولة للجرائد والمجلات في حكم السرية حتى أصبح علنيا بعد رسالة ملكية وجهت إلى المعنيين بهذا المجال ، وفي إطار تصور عام مبني على دعم التعددية والمشاركة السياسية وقد استفادت من الدعم وقتذاك الجرائد الحزبية إضافة إلى مجموعة ” ماروك سوار” مما اعتبره البعض نوعا من الرشوة السياسية أو شيكا على بياض استهدف تسييج الحياة السياسية ومن أبرز من رفض معايير الدعم هذه مجلة ” لا ماليف ” باعتبار أنه لم يشمل كل الصحف المغربية المستقلة أو التي توجد خارج وعلى هامش الحقل السياسي المغربي ، وأكد صاحب العرض أن اتفاقية الإطار لسنة 2005 نصت على دفتر تحملات للدعم المذكور يخص شروط المقاولة الصحفية ، لكن الوضع الحالي المتسم بالتفاوت بين هذه الجريدة وتلك ( هناك جرائد لا تبيع أكثر من مات النسخ وتتمتع بدعم سخي مع ذلك ) فيما يخص الاستفادة من دعم الدولة ، هذا الوضع يطرح سؤال الشفافية بكل وضوح مما يؤكد أن المعايير المعنية في حاجة إلى مراجعة ، وحدد الصحفي أحمد البوز سنة 2003 كتاريخ مفصلي لنهاية فترة اتسمت بالليبرالية ونوع من الحرية ( إذ كان للصحفي إمكانية قول والتعبير عما يريد ) ، لكن سرعان ما حل التضييق وقمع الصحفيين واستئصال المنابر الإعلامية التي لا يريدها المخزن بكل الطرق والوسائل وعلى رأسها سلاح الإعلانات وصنبور الإشهار الشيء الذي أعاد البلاد إلى المربع الأول في هذا المجال . وفيما يخص المحور الثاني لبرنامج منتدى هيسبريس توزع الحاضرون ( باعتبارهم عينة من القراء النوعيين ) إلى مجموعتين بؤريتين ناقشت كل منهما تجربة منبر هسبريس الإليكتروني ثم الورقي إذ أبدوا ملاحظات وتساؤلات بكل حرية حول الشكل والمضمون والخط التحريري وطبيعة المواد الصحفية ، والموارد المالية وقدموا انتقادات وجيهة في مجملها من أجل تطوير التجربة وتحقيق المزيد من التقدم ، وقد أجابت هيأة تحرير المنبر على جل أسئلة الحاضرين كما قدم نور الدين لشهب مدير الموقع عرضا حول بداياته ومراحل تطوره من المقاولة المواطنة إلى المقاولة المهنية وتطرق خالد برحيلي إلى العوائق والمصاعب المادية والمعنوية التي تقف أحيانا حجر عثرة أمامه لكن الإرادة صلبة والعزيمة أقوى …. هذا وأكد المشرفون على تحرير هسبريس الطابع الانفرادي الذي يتم عبره الآن صياغة الكتاب الأبيض الذي تشرف عليه وزارة الاتصال حول الصحافة الاليكترونية بمعزل عن استشارة المعنيين أي المواقع ودون أخذ آرائهم في هذا السياق مما يشير إلى أفق التضييق المحتمل الذي ينتظر أن يشهده الفضاء الإعلامي الاليكتروني في المغرب مما يستدعي التعبئة من أجل الدفاع عن مكتسبات حرية التعبير والرأي باعتبارها الأصل الذي من المفترض أن تتفرع عنه مختلف الإجراءات والقوانين المنظمة لأي قطاع حيوي فما بالك بالإعلام الاليكتروني ، مما يستدعي أيضا ضرورة التصدي لكل تراجع في هذا الإطار … يذكر ان موقع هسبريس يحتل المرتبة الأولى وطنيا ومغاربيا والثالثة عربيا ويعرف مرور وتصفح مليون زائر يوميا و90 مليون صفحة مشاهدة شهريا . وحدة الإعلام والتواصل / النادي التازي للصحافة / تازة