قضت المحكمة الابتدائية الزجرية في عين السبع بالدار البيضاء، مساء أول أمس الأربعاء، في حق بنعيسى بوعسرية، الكاتب المحلي للحزب في جماعة دار العسلوجي بإقليم سيدي قاسم، بالسجن النافذ ست سنوات وغرامة مالية قدرها 20 ألف درهم بتهمة مسك وتصدير مواد مخدرة. ورغم المرافعات التي قام بها دفاع المتهم، فإنها لم تنجح في تبرئة ساحة بوعسرية من تلك التهمة لأن المحكمة استندت إلى الاعترافات التي أدلى بها لدى الفرقة الولائية الجنائية بخصوص نشاطه في تهريب المخدرات. وعلمت «المساء» بأن دفاع بوعسرية سيقوم خلال الآجال القانونية بنقض الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية الزجرية من أجل محاولة تخفيفه. وسجل خلال جلسة أول أمس، التي عرفت النطق بالحكم، عدم حضور أي عضو من قيادات العدالة والتنمية بعد أن عمد الحزب إلى تجميد عضوية بوعسرية إلى حين بت القضاء في قضيته. وفي سياق ذلك، أكد قيادي من الحزب أن بوعسرية من المقرر أن يتم فصله من الحزب بعد ثبوت تورطه في الاتجار في المخدرات. وتابع وكيل الملك في المحكمة الزجرية المسؤولَ المحلي لحزب العدالة والتنمية بجنحة مسك وتصدير -بصفة غير مشروعة- مواد معتبرة مخدرات، والمساهمة والمشاركة في ذلك ومحاولته، بناء على اتفاق جنائي قصد ارتكاب الجرائم، فيما أسقطت عنه تهمة تكوين عصابة إجرامية والاتجار الدولي في المخدرات التي كانت ستقوده إلى محكمة الاستئناف. وجاء توقيف بوعسرية على خلفية ذكر اسمه خلال الاعترافات التي أدلى بها ثلاثة متهمين ضبطوا بداية الشهر الجاري في مطار محمد الخامس الدولي بينما كانوا يحاولون تهريب أزيد من أربعة كيلوغرامات من الحشيش في اتجاه أوربا. وكشفت التحريات الأمنية، التي قامت بها الفرقة الولائية الجنائية بالدار البيضاء في ملف التهريب الدولي للمخدرات التي اتهم فيها بوعسرية، أن المتهمين الثلاثة، الذين أوقفوا في مطار محمد الخامس بينما كانوا يهمون بتهريب كمية مهمة من المخدرات، اجتمعوا في بيت بوعسرية. وأفضت عملية التفتيش التي قامت بها المصالح الأمنية لبيت الكاتب المحلي للعدالة والتنمية في جماعة دار العسلوجي عن حجز كبسولة شبيهة بتلك التي وجدت داخل أمعاء الموقوفين الثلاثة، إضافة إلى مسهلات هضمية يستعملها المهربون المعتمدون لهذا الأسلوب من أجل إخراج ما في أحشائهم من مخدرات.