كان يوم السبت 22 دجنبر 2012 يوما مشهودا بإحدى الوحدات المدرسية النائية التابعة لمجموعة مدارس وادي المالح بجماعة الزراردة، لقد كان سكان وتلاميذ دوار بوخالد على موعد مع أنشطة وطقوس لم يألفوها ولم يسبق لهم حسب تصريحات العديد من المواطنين أن تذوقوا حلاوتها وتنوع فقراتها ... جمعية مغرب التضامن بالرباط، ومؤسسة مصطفى لخصم ، بتعاون مع جمعية إثري للتنمية، وجمعية أدرار، وجمعية 12 مارس النسائية، وممثلو السلطة وجماعة الزراردة والعديد من الأطر التربوية والإدارية وجمع هائل من المواطنات و المواطنين من مختلف الأعمار، كلهم صنعوا الحدث الذي ينبغي أن يحدث دوما في كل زمان ، عن طريق الفاعلين الجمعويين والتربويين والجماعيين و… في كل المداشر والقرى، في كل مكان ، لينال التلاميذ حقوقا بسيطة، لا تكلف سوى مبادرات خلاقة ومساهمات رمزية، ثمنها قليل ، وأجرها كثير كما يقال. ضيوف من مختلف المدن : الرباط، الجديدة، المحمدية، الدارالبيضاء، العرائش، تازة، تاهلة... أدخلوا البهجة والدفء على منطقة برمتها، سيما 75 تلميذة وتلميذا ، تسلموا بذلات وملابس شتوية، ومحفظات مجهزة بلوازم مدرسية متنوعة، بالإضافة إلى أدوية و لوازم تنظيف الأسنان لكل تلميذ، كما تسلم المدير والأساتذة كمية هامة من الكتب والقصص لاتخاذها كنواة للمكتبة المدرسية، وتخللت الحفل المنظم بهذه المناسبة عدة لوحات من فن أحيدوس، قدمها فتيان جمعية إعريمن نايت وراين وفرقة إزلي نايت وراين، أعادت إلى الذاكرة أمجاد هذا الفن و فتراته الذهبية. وتحت الإشراف المباشر للبطل الكبير مصطفى لخصم، قدمت كل من جمعية الحزام الأسود من تاهلة وجمعية شباب تاهلة للكراطي لوحات رياضية شيقة في فنون الحرب، حيث كانت الفرصة ذهبية أتيحت لبراعم تاهلة وتلاميذ بوخالد وكافة المواطنين الحاضرين للقاء هذا البطل الرياضي العظيم، والاستفادة مما قدمه من نصائح وتوجيهات حول مضار التدخين والمخدرات، وحول الصحة الجسدية عموما. تلاميذ مدرسة بوخالد، ومواطنو تاريدالت وتازمورت كانوا على موعد مع الأستاذ عيّاد لمهور، ابن الدوار، ابن الجبل، الإبن البار، ليس لمنطقة تاهلة فحسب، فبابا عياد، أب المحرومين والمهمشين، المهووس بالعمل التضامني، المؤسس والرئيس الشرفي لجمعية مغرب التضامن،رفقة زمرة من أبنائه وبناته وصديقاته وأصدقائه البررة أعضاء جمعية مغرب التضامن الشامخة. وبحضور بطل الفول كونطاكط، مصطفى لخصم، وجمع غفير من المواطنين والفاعلين الجمعويين والتربويين، أشرف النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية بتازة، السيد أحمد امريني، على توزيع 90 محفظة مدرسية مجهزة ساهمت بها جمعية إثري، وملابس جديدة لوازم مدرسية هامة وحلويات متنوعة و بعض الأدوية، وكتب وموسوعات ساهمت بها جمعية مغرب التضامن وشركاؤها، مما أدخل البهجة. تأطير لافت ورائع لورشات فنية من طرف الفنانين التشكيليين المناضلين بامتياز: عبد الإله زخرف، خديجة الحتاش، جمال الوادي، الشهيدي عبد الإله، حمودة الزاوي و الفنان الفوتوغرافي عبد القادر بادو، بحضور طارق أوزيام، نسر الأطلس، كما يحلو للسي عياد لمهور أن يسميه، ورشات تحولت بفضلها أسوار الحجرات الدراسية إلى لوحات فنية رائعة. كم أنت عظيم وزاخر يا وطني بهذه الطاقات الرائعة. انفض الجمع الغفير، والكل أمل في أن تصير الوحدة المدرسية بوخالد، لؤلؤة بمواصفات تربوية ، وبنية تحتية، ومرافق صحية … كما تصوره مشروع السي عياد ومنظوره للغد القريب، بعد أن تأكدت موافقة النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية، الذي ثمن المبادرة، ووعد بتقديم كل ما يلزم من المساعدة.