اكتسب الأنترنت انتشارا كبير في المغرب، منذ بدايته أول مرة في سنة 1995 ليصل عدد مستخدمي الأنترنت حوالي 15.497.440 مليون بنسبة 49% من سكان المغرب سنة 2010،ونظرا لعدم إلمام جل مستعملي الأنترنت لخفايا هذا العالم الإفتراضي مما يجعلهم طعم سهل في شباك القراصنة ،ويعتمدون في ذلك على عدة وسائل كثيرة ويبقى من أخطرها " البوتنت " بحيث يمكن أن يكون حاسوبك جزء من شبكة لاختراق و تعطيل المواقع دون أن تعلم، أو أنك قد تتهم بسرقة حساب شخص أو بطاقات الائتمان دون أن يكون لك أي علاقة بذلك؟ ف “البوتنت" هي شبكة من الآف الحواسيب موزعة في العالم بأكمله ،تم اختراقها عن طريق الأنترنت ،إما بطريقة مباشرة ويحصل هذا بإرسال رسائل قصيرة لمعرفة إذا ما كان هناك ثغرة يمكن استغلالها للسيطرة على الجهاز وهو ما يسمى ب (scanning) ومن تم تحميل برامج التحكم،والغير مباشرة تكون عن طريق استدراج الضحية لتحميل فايروس أو حصان طروادة أو أي برامج خبيثة بالضغط على الرابط الذي تم صنعه من طرف الهاكر (السيد البوت bot master) ويتم بعدها التحكم في شبكة من الحواسيب وتنفيذ الهجمات بواسطة قناة أوامر وتحكم (command and control server)أو بواسطة (peer-to-peer) . وتعود تسمية البوتنت من كلمة (robot net work) أي شبكات الروبوت حيث تصبح كل الأجهزة التي تم استدراجها إلى الشبكة عبارة عن جهاز روبوت يخدم سيد البوت المتحكم في الشبكة ويتلقى الأوامر ويشارك في الإختراق وتعطيل المواقع و حجب الخدمة الموزعة هذه الأخيرة التي تجعل سيد البوت حريصًا على جمع أكبر عدد من الأجهزة في شبكته. في هذا الهجوم يأمر سيد البوت الأجهزة التابعة له بإرسال قدر كبير من المعلومات إلى الجهة المستهدفة (خادم لموقع أنترنت)، فمثلا تستطيع شبكة روبوت مكونة من ألف بوت (bot) أن تنتج 250 ميجا بايت في الثانية من المعلومات، بحيث تمتلئ ذاكرة الجهاز المستهدف فتحجب الخدمة التي يقدمها الموقع و لا يستطيع المستخدم العادي الوصول إليه، و من الأمثلة الشهيرة على هذه الهجمات ما تقوم به مجموعة القرصنة المعروفة بأنونيمس (Anonymous) . ويكون سيد البوت باستطاعته التجسس وتفحص ومعاينة جميع الملفات الموجودة في حواسيب الضحايا وإعطاء أوامر للجهاز بإرسال المعلومات التي يرغب بها ويستطيع أخذ صور للضحية ولما يعرض على جهازه. وقد استطاع هاكر تكوين شبكة بوتنت خاصة به وأصاب 9 ملايين حاسوب من بينها دول عربية ،واعتمد في التحكم بهذا الكم الهائل من الأجهزة على طريقة (peer-to-peer) المفضلة عند العديدين من الهاكرز والتي ترتكز على إرسال الأمر إلى عدد قليل من الأجهزة ،ويقوم كل جهاز من البوت بإرسال الأمر إلى أجهزة أخرى ضمن الشبكة،وبهذا الشكل يصعب اكتشاف سيد البوت. ولا يتوقف الخطر على الأشخاص فقط بل يتعداه إلى كبريات الشركات بل وحتى الدول وأبرز مثال ذلك الهجوم الذي وقع على دولة إستونيا عام 2007، حيث تعطلت مواقع الوزارات و الشركات والأبناك ووكالات الأنباء لثلاث أسابيع! وللحيلولة دون الوقوع في شباك البوتنت ننصح كل مستعملي الانترنت سواء كانوا في العمل أو المنزل باستعمال جدار الحماية (Firewall) الذي يحمي الحاسوب من عمليات المسح (Scanning) التي يقوم بها مكون البوت.وكذا تحميل برامج الحماية من الفيروسات مع خاصية التحديث التلقائي، هذا إلى جانب الحيطة والحذر من المواقع التي توفر خدمات الشات والتحميل بجميع أنواعه وفحص أي رابط من الروابط التي توفرها لك مواقع تحميل البرامج أو الأفلام..الخ،لأنها تكون في الغالب ملغومة، وكذلك عدم استعمال USB إلا بعد فحصها ببرنامج الحماية من الفيروسات. [email protected]