أشرف الطبيب فيصل الصفريوي الاختصاصي في التوليد وأمراض النساء بالمستشفى الإقليمي بن باجةبتازة بعد ظهر يوم السبت على عملية قيصرية لإخراج توأمين ذكرين ملتصقين ميتين من رحم سيدة تسكن بدوار مرينس بجماعة بني فراسن بدائرة وادي أمليل بتازة. وكانت السيدة الحامل شعرت بآلام وعلامات بداية الولادة، وحاول أقاربها نقلها إلى المستشفى بتازة الذي يبعد عن مقر سكنى السيدة بحوالي70 كيلومتر، وتعذر عليهم ذلك بسبب انعدام مسلك طرقي يسمح بالتحاق وسائل النقل للدوار، ما اضطر معه الأقارب والمعارف لحمها على الأكتاف لإيصالها لمركز المنطقة حيث توجد سيارة الإسعاف وسيارات الأجرة. وقالت مصادرنا إن تأخر وصول الحامل للمستشفى أثر على حالتها الصحية، وإنها وصلت بعد خروج رأس أحد التوأمين، ما عقد مهمة الطبيب والطاقم الذي شارك في إنقاذ الأم التي سبق لها أن أنجبت 5 أبناء ثلاثة منهم ذكورا أكبرهم يبلغ من العمر 19 سنة. ووصفت ذات المصادر حالة الأم بالمستقرة، وأنها ورغم ضياع حملها، قدمت الشكر الجزيل للطبيب والطاقم الذي شارك في العملية الجراحية التي أنقذت حياتها. وترى مصادر طبية أن عملية التصاق التوائم تحدث خلال مرحلة تكوين الجنين، ورجحت حدوثها بين اليوم 12 و14 من تاريخ وقوع عملية الإخصاب. ووصفت مصادر أخرى ظاهرة التوائم الملتصقة بالناذرة جدا خصوصا في صفوف الذكور الذين لا تتجاوز نسبتهم 10 في المائة من مجموع الحالات المسجلة، وهو ما أكدته دراسة أنجزتها المساعدة العمومية للمستشفيات بباريس سنة 2009 حيث حددتها في حالة واحدة في 50 ألف حتى 100 ألف ولادة وتشكل فيها التوائم الملتصقات ( إناث) 90 في المائة. وهو ما يجعل تسجيل التوائم الملتصقين من الجنس الذكور ناذرة جدا. وتفيد الكتابات القديمة بأن أول عملية ناجحة لفصل توأمين ملتصقين أجراها الطبيب الجراح السويسري “جوهانس فاطيو” (Johannes Fatio) سنة 1689 وهي العملية التي نقلها ” كونيف” في كتاباته حول” تاريخ الطب” وتتحدث مخطوطات يرجع تاريخها لنهاية القرن الثاني عشر ميلادي عن تسجيل وضع توأمين ملتصقين سنة 940 وهو عززته كتابات تفيد وفاة أحدهما بعد بلوغه سن الرشد، ما اضطر معه الطبيب لفصلهما، وهو ما تسبب في وفاة الثاني بعد ثلاثة أيام من العملية الجراحية.