عرفت قضيتنا الصحراوية ووحدتنا الترابية في الأيام الأخيرة تكالبا من طرف أعداء استقرارنا الأمني ووحدتنا الترابية و أعداء مشروعنا التنموي الذي قطع أشواطا كبرى في التنمية الشاملة و التي يقودها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله . بدأ من تزوير أحداث العيون و الحملة الهمجية التي قادتها الصحافة الإسبانية غير المهنية و التي أبانت عن تواطئها مع شردة الإنفصالين الذين يسمون أنفسهم بالبوليساريو. هؤلاء الناكرين لجميل التاريخ و للإنتماء إلى الوطن الأم المغرب و الذي تشير كل المصادر التاريخية على أن هذه المنطقة مغربية و لا جدال فيها . بالإضافة إلى القرار المتسرع و اللامسؤول و الذي ينوه على التحيز إلى الأطراف الأخرى المعادية لبلادنا من طرف البرلمان الأروبي ، الأمر الذي يجعل تبجح أوروبا بالدموقراطية هو في حقيقة الأمر أمر زائف و شعار رنان في العالم حيث أنها لم تكلف نفسها عناء الإستماع إلى المغرب باعتباره جزءا رئيسيا في القضية أو بعث لجنة للتحقيق في الموضوع يكون على أساس الموضوعية التي هي فوق كل إعتبار ، أما الإستماع إلى الطرف الآخر فقط و ذلك بإيجاز من الحزب الشعبي الإسباني الذي هو معروف عبر التاريخ لعدائه إلى وحدتنا الترابية و حنينه إلى زمن ماض هو الزمن الإستعماري و لم يستسغ لحد الآن أن المغرب بلد يسير في الطريق الصحيح نحو التقدم و المنافسة العالمية على جميع المستويات و في كل المجالات . لكن هذا الموقف الدنيء للحزب الشعبي نرى فيه ورقة فاشلة في الإنتجابات الإسبانية المقبلة ، لكن المغرب شعبا و ملكا ليس بهذه السهولة لتمرير مثل هذه المغالطات على المستوى العالمي و هذا ما يفسر أن هناء أصوات كثيرة داخل إسبانيا و غيرها من دول العالم من هم مقتنعين بقضيتنا الوطنية و مؤيدين للإقتراح الأكثر شجاعة و منطقية و هو مشروع الحكم الذاتي للأقاليمنا الصحراوية في إطار الحكم المغربي و هذا ما يتماشا مع المشروع الكبير الذي دعى إليه جلالة الملك حفضه الله الجهوية الموسعة و الذي هو مشروع رائد على المستوى الإقليمي و الجهوي . كما أن أحداث العيون شكلت وجبة دسمة للقناة التي تدعي الحقيقة و التي أعتقد أنها هي أكبر ممارس لديماغرافيا الإعلامية القائمة على تقديم وجبات إستهلاكية و نشر معلومات زائفة و التي ما فتئت كل مرة تركز على نقط سلبية موجودة ببلادنا فنحن لا نقول أن بلادنا هي بلاد شبيهة بجمهورية أفلاطون المثالية . لكن نقول أن بلادنا هو في طريق التنمية المستدامة و التي قطعت أشواطا مهمة و هذا ما توضحه مجموعة من التقارير الوطنية والدولية و أن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس فقد قطع مع بعض النقط السوداء من تاريخه حتي أنه يوصف بالعهد الجديد فنقدنا الذاتي هو قمة الديموقراطية . أما قناة الجزيرة هاته فإنها بلا شك مدفوعة من قبل جهات معادية فلا بد إن كانت تدعي الحقيقة و الموضوعية فلماذا لا تناقش قضايا الحدود القطرية ؟ و كذا الهشاشة و الفقر الذي يوجد بالجزائر ؟ و كذا بعض الظواهر المشينة الموجودة في منطقتنا ؟ و حتي إن كانت تقوم بتقارير حول القرى الفقيرة و النائية بالمغرب فلماذا لا تخصص برامج لتنمية التي شهدها المغرب و مصالحته مع ماضيه و قطع دابره ؟ فهذا كله لا يمكن تفسيره إلا بتحيزها غير المشروع للأطراف الأخرى و دليل من عدم موضوعيتها الإعلامية . أمام هذه التكالب يتوجب علينا رس الصف الوطني و الذي أعتقد أنه يكون و يتحقق دائما كلما تعلق الأمر بتوابث الأمة ( الدين الإسلامي ، الملكية الدستورية ، وحدتنا الترابية ) لأنها فوق كل اعتبار فالشعب المغربي بكل مكوناته ملكا و أحزابا سياسية و مركزيات نقابية و جمعيات المجتمع المدني ... لن تقبل قط بالمساس بوحدتنا الترابية وزرع الفتن في مناطقها سواء في الشمال أو الجنوب لأن المغاربة عودونا عبر التاريخ بالإلتفاق حول ملكهم و الوقوف ضد الخصوم و التعبير عن رفضهم لكل ما قد يسيء لوطنهم مثل ثورة الملك و الشعب و المسيرة الخضراء .... كما يتوجب التعريف بقضيتنا أكثر على مستوى الدولي لكشف حقيقة الأمر و الإطاحة بمواقف الأعداء هذا الأمر الذي يتوجب إعلاما قويا يرفع التحديات و الضرب بقوة على يد كل من يخون الوطن و يتنكر له مستغلا تسامح الوطن و الديموقراطية المتقدمة ببلادنا . عبد الإلاه المنياري