تعتبر الأرصفة وممرات الراجلين من الأملاك العمومية التي يجب أن يتمتع بأحقية استعمالها الراجل/المواطن لضمان سلامة تنقله وحريته في التجوال داخل مدينته، غير أننا لاحظنا في العقد الأخير تنامي وتفشي ظاهرة احتلال الأرصفة وممرات الراجلين بمدينة فاس، إذ أصبحت من المظاهر التي باتت تؤثث فضاءاتنا بطابع العشوائية والفوضوية. في هذا السياق برز دور المجتمع المدني مرة أخرى في مواكبة الاصلاحات وإحداث التغيير من خلال شبكة ملتقى مبادرات التواصل والإعلام والتوثيق (CICID)وهي شبكة وطنية تضم أزيد من 90 جمعية منخرطة، حيث عملت مند يونيو 2011 في إطار مشروع : ”محاربة الاستغلال غير القانوني للملك العمومي بمدينة فاس” على مجموعة من البرامج تم من خلالها تنظيم حملات تحسيسية ابتداء من 09/10/11/14 ابريل 2012 من اجل توعية المواطنين/الراجلين بأهمية الرصيف وأحقيتهم في استعماله لضمان سلامتهم وحريتهم في السير والجولان، ثم توعية أرباب المقاهي والمحلات التجارية وكل المستفيدين من الاحتلال غير القانوني للأرصفة بخطورة ذلك على حياة المواطنين من نساء/نساء حوامل، أشخاص مسنين، تلاميذ/أطفال، أشخاص في وضعية إعاقة، وقد قام بهذه الحملات وسطاء شباب كفاعلين جمعويين تم تأطيرهم من طرف الشبكة من خلال دورات تكوينية خاصة بهذا المجال. وفي لقاءات عقدها هؤلاء الشباب مع المواطنين أثناء الحملة أفادوا أن هذه الظاهرة هي تجسيد لشكل من أشكال الفساد داخل المدينة، من خلال الترامي والسطو على الملك العمومي دون مراعاة للأخر، في غياب تفعيل مبدأ الحكامة الجيدة في تدبير الشأن المحلي بالمدينة العلمية. ومجمل القول أن هذه الحملات التحسيسية لقيت ردود فعل ايجابية من طرف اغلب المواطنين، في إطار المجهودات المبذولة والمبادرات القيمة التي يسهر المجتمع المدني على تفعيلها وتمكين المواطن المغربي من حقوقه ونهج الحكامة الجيدة. كما انه من المقرر أن تنظم حملات أخرى تندح في المجال التربوي داخل المؤسسات التعليمية لتحسيس التلاميذ شباب الغد بدور الرصيف بالنسبة للراجلين كملك عمومي مسخر لخدمتهم. ويتجلى هدف المشروع في انجاز ملف مطلبي ترافعي حول الاستغلال غير القانوني للملك العمومي من اجل تطبيق القوانين الخاصة بتدبير الملك العمومي الرامي إلى تحرير الأرصفة وممرات الراجلين من كل احتلال غير قانوني.