صبيحة يوم الثلاثاء 14 شباط/فبراير 2012 أعطيت الإنطلاقة للندوة الدولية المنظمة على مدى ثلاثة أيام كاملة ب قصر المؤتمرات بمدينة فاس والمنظمة من طرف الرابطة المحمدية للعلماء بالرباط والمركز الأكاديمي للثقافة والدراسات بفاس والمؤسسة العلمية الكتانية بالرباط في موضوع “المذهب المالكي في سياقاته المعاصرة”. وخلال الجلسة الإفتتاحية للندوة عبر مجموعة من المتدخلين عن تفاؤلهم وسعادتهم بانعقاد أشغال الندوة حيث قال السيد ‘محمد الروكي' رئيس جامعة القرويين :إن هذه الندوة جاءت في زمانها المناسب والمذهب المالكي يعتبر من أغنى المذاهب الفكرية ومن مميزاته سعة أصوله وعمقها ثم كثرة قواعده ودقتها وهذه القواعد الفقهية تعد بالمئات وهي تساعد الفقيه على الإجتهاد في المستجدات. أما السيد ‘محمد آيت المكي' نائب رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله والمكلف بالشؤون الأكاديمية أضاف قائلا:الموضوع جد هام والمذهب المالكي هو من مبادئ الهوية في المغرب. بالإضافة للخصائص التي ذكرت سابقا يقول :إن المذهب يتسم بمراعاته للأعراف والعادات والتقاليد والتي لا تتعارض مع النصوص الصريحة ثم انفتاحه على غيره من المذاهب الفقهية والشرائع السماوية السابقة وأيضا كونه يتميز بالوسطية والإعتدال...والمذهب المالكي ليس مجرد منهج أصولي بل هو إرث حضاري وثقافة وهوية اجتماعية. في حين قال السيد ‘عبد الحليم بن الحاج' نيابة عن رئيس جامعة ابن طفبل بالقنيطرة :يعتبر المذهب المالكي من المذاهب الإسلامية الحية ولتميزه على المستوى الفقهي تبنته مجموعة من الدول. وحسب اللجنة المنظمة فإن انعقاد هذه الندوة بعد تنظيم ندوة بعنوان ندوة:”المذهب المالكي في المغرب: من الموطأ إلى المدونة” التي احتضنتها العاصمة العلمية للمملكة المغربية في الفترة الممتدة من: 26 إلى 28 آذار/مارس 2008 وقد خلصت إلى توصيات مهمة، كان من بينها: عقد ندوة أكاديمية لدراسة “المذهب المالكي في سياقاته المعاصرة” .ويأتي تنظيم هذا الحدث سعيا إلى تحاور الباحثين المتخصصين في الفقه المالكي والعلوم الإنسانية، وتقريبا للرؤى، وتأصيلا للمفاهيم، وتعميقا للنظر في القضايا الأساسية التي تهم المذهب المالكي في العصر الحاضر ،وتهدف هذه الندوة إلى : إن انتشار الإسلام في كل بلاد العالم أصبح واقعا جديدا وجديرا بالدراسة و الحضور البارز للتراث المالكي والصوفي والأشعري في خزائن العالم، ووجود عدد مهم من المتخصصين من الدارسين الغربيين، الذين اعتنوا بخدمة هذا التراث وتحقيقه ودراسته ثم للصلة الوثيقة للمذهب المالكي بأوجه الثقافة المعاصرة وخصوصا في مجال القانون العام والخاص، ومناهج العلوم الاجتماعية، و أيضا لقوة المذهب المالكي في احتضان المذاهب الفقهية الأخرى، ومرونته الكبيرة في استيعاب اجتهادات مدارس الرأي الأخرى والتعامل مع الاختلاف، بما يوسع على الناس ويسهل سبل التدين في العصر الحاضر. عموما تعرف الندوة مشاركة حوالي 33 باحثا من مختلف دول العالم : من المغرب والجزائر وتونس والنيجر وجنوب إفريقيا وهولندا وألمانيا والولايات المتحدةالأمريكية وكندا .سينكبون على دراسة المحاور التالية المذهب المالكي و الأمن العقدي والروحي و المذهب المالكي والثقافة الإسلامية و المذهب المالكي و المدارس الفقهية و المذهب المالكي في الكتابات الغربية و المذهب المالكي والقضايا المعاصرة ثم محور المذهب المالكي والقانون الدولي الإنساني ،أما الجلسة الختامية ستشهد أمسية شعرية صوفية لشعراء لهم وزنهم .