تندوف: مينتو الصالح* – أطلس نيوز أقدم شباب ثورة مخيمات البوليساريو في تندوف بجنوب غرب الجزائر، على خطوة غير مسبوقة على الإطلاق بأن رفعوا شعارا جديدا وخطيرا طالبوا من خلاله محمد عبد العزيز رئيس الجبهة بالرحيل لأجل قضية الصحراء، وهو ما يدل على أن شباب الثورة في المخيمات، يعتبر زعيم البوليساريو العقبة الكبرى في وجه أي حل لقضية الصحراء، وللإصلاح الذين يسعون له منذ إعلان ثورتهم في الخامس من مارس من العام الجاري. وقد رفع شباب الثورة لأول مرة لافتة بيضاء نصبت قبالة الكتابة العامة لما يسمى ب”رئاسة الجمهورية”، عنونت بشعار ارحل من أجل القضية ، والمقصود بالرحيل طبعا هو محمد عبد العزيزفي رد واضح على النتائج المخيبة التي أفرزت انتخابات المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو والتي أفضت عن انتخاب نفس الرئيس للمرة الحادية عشر على التوالي أمينا عاما لجبهة البوليساريو، بنسبة 96 في المائة ، والتي اعتبرها شباب الثورة بفضيحة المؤتمر وعلقوا بكونها نسبة تذكر بزمن انتخاب رؤساء الدكتاتوريات العربية التي هوت في الربيع العربي الزاحف أخيرا على الدول العربية والذي لا زال يأبى أن يهل بفرجه على مخيمات تندوف التي لا زالت ترزح تحت وطأة ديكتاتورية عتيدة نصبت نفسها وصية على الصحراوية ، واعتبرت نفسها الوحيدة القادرة على إدارة دفة شؤونهم ، في الوقت الذي تثبت كل المعطيات والتطورات التي طبعت مشكل الصحراء بفشل قيادتها في كل المراحل والمحطات . شباب الثورة ندد أيضا بالأساليب اللاديمقراطية والأجواء الأمنية المبالغ فيها التي رافقت انعقاد مؤتمر جبهة البوليساريو ، وأكدوا أن المشاركة في المؤتمر حق لكل الصحراويين كيفما كانت انتماءاتهم ومشاربهم ، وليست حكرا على أشخاص وجماعات سعت لجعله فرض كفاية تؤديه طغمة حاكمة وتبشر الغالبية بسقوط وجوبه عنها. وأمام الإقصاء الممنهج من المؤتمر والنتائج المخيبة المتمخضة عنه والتي لم تأت بجديد يخدم ملف نزاع الصحراء، صعد شباب الثورة من شعاراتهم الرافضة لظروف انعقاد المؤتمر ونتائجه التي لا تعكس بأي حال تطلعات سكان المنطقة، كما أصدروا بيانا في الموضوع للرأي العام المحلي والأجنبي ، جاء فيه : يختتم المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية أعماله بقرارات و نتائج مخيبة لآمال و تطلعات الصحراويين الذي كان يعول على المؤتمر في الخروج بإصلاحات جذرية من شأنها أن تعزز العدالة و الديمقراطية و المساواة و تفتح المجال للحريات العامة ويرسم خطة واضحة من اجل الوصول الى حلم كل الصحراويين في تحقيق تطلعاتهم ، فإذا به يأتي أكثر تجاهلا ، و كأنه مؤتمر لشعب آخر غير الصحراويين . لقد عمدت القيادة الفردية المتكبرة المتجبرة والمتغطرسة أثناء سير المؤتمر بالتواطؤ مع بعض الشخصيات العتيقة فكريا و المتمصلحة، و بأسلوب هستيري (شبه جنوني) إلى الوقوف في وجه أي نوع من الإصلاح الهيكلي أو القانوني مكرسة بذلك نفس الأسلوب الفاشل في إدارة النزاع ، وهو ما يبدو الهدف المرسوم منذ بدأ التحضير للمؤتمر بدءا بلجنته التحضيرية مرورا بما أسموه الندوات الوطنية و الجهوية و المحلية وصولا إلى رئاسة المؤتمر . وبناء على ذلك و إيمانا منا بضرورة وحتمية الإصلاح ، فإننا نحن شباب الثورة الصحراوية سنواصل السعي من اجل فرض عملية إصلاحية حقيقية يشارك فيها الجميع دون إقصاء تضمن مواصلة مسيرة الإصلاح والبناء و تواصل الأجيال . * منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بتندوف