من منشورات الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس بولمان صدرت الطبعة الأولى من كتاب ” المشروع الشخصي للطالب بمراكز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي – حالة مركز صفرو من خلال موسمي 2006-2007و2007-2008 – عن انفو برانت بفاس في 156 صفحة من القطع المتوسط. وتتجلى أهمية هذا الإصدار الذي جاء في فصول ثلاثة وأربعة مباحث مع تقديم خاص بالأستاذ محمد ولد دادة مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس بولمان ، وتوطئة لكل من الدكتور محمد البقصي والدكتور محمد الزرهوني كأستاذين مؤطرين ، في كونه ينخرط في إطار مشروع بحث أنجزه فريق عمل مشكل من أربعة طلبة أساتذة (طالبتان وطالبان) بديعة سليم –زينب الرويسي- زكريا مفتاح رشيد زين العابدين – ينتمون لمركز تكوين أساتذة التعليم الابتدائي بصفرو . وهي مبادرة تكرس في منظورها النوعي ثقافة المشروع في مجال البحث التربوي الميداني وتعتبر حسب المهتمين أول عمل من هذا الصنف بمراكز تكوين الأساتذة التعليم الابتدائي بالمغرب. الإصدار حسب تقديم الأستاذ محمد ولد دادة يأتي انسجاما مع المستجدات المواكبة لمسار الإصلاح مع إدراج مكون البحث التربوي بمراكز التكوين حيث أصبح المشروع الشخصي للطالب عنصرا هاما ضمن منهاج التكوين الأساس منذ موسم 2006-2007 . ويعتبر هذا المنجز العلمي الهام ثمرة عمل مشترك في إطار مشروع بحث ميداني التأمت فيه جهود أستاذين مكونين وأربعة طلبة أساتذة من أجل إنجاز عمل على قدر من الجدة سواء من حيث الموضوع الذي انصب على دراسة وتقويم حصيلة سنتين من البحث التربوي بهذه المؤسسة ، أو من خلال المقاربة المنهجية التي ارتكزت على عمليات رصد وفحص متون بحوث الطلبة الأساتذة وتحليلها شكلا ومضمونا بهدف بلورة مخرجات عملية من شأنها ” يضيف الأستاذ ولد دادة” إثارة الاهتمام بأهمية مجهودات الطلبة الباحثين وتثمين أعمالهم ، وكذا إبراز قيمتها المضافة القمينة بالإسهام بكيفية أو بأخرى في تمثل ثقافة الإصلاح والتجديد التربويين بالمدرسة المغربية . والمأمول من هذا كله حسب مدير الأكاديمية تبني ترسيخ الاتجاهات الايجابية لدى الفاعلين التربويين وفي مقدمتهم الطلبة الأساتذة الذين يراهن عليهم المجتمع من أجل تربية النشء وتكوين جيل مدرسة النجاح. من جهة اخرى اعتبر مدير الأكاديمية مبادرة إصدار الكتاب تندرج في سياق تشجيع البحث التربوي على الصعيدين الجهوي والمحلي ودعم كل الطاقات والجهود التي تسعى إلى أعماله في إطار مأسسة هياكله وإخضاعه لتصور شمولي يواكب مشروع الإصلاح ميدانيا بغية تتبع الممارسة التربوية عن كثب بما في ذلك تعزيز المكتسبات وتصحيح المسار وتوجيهه بضوابط علمية نحو الهدف المنشود مسايرة لسياسة القرب التربوي والحكامة البيداغوجية الجيدة. كما أن الحاجة تبدو ملحة في علاقة بالمختبرات الجهوية والاقليمية للبحث التربوي التي أحدثت في الآونة الاخيرة تفعيلا لمقتضيات المخطط الاستعجالي تعد لبنة أساسية وحاضنة رحبة من شأنها أن ترعى كل المبادرات الخلاقة والمبدعة الرامية الى تكريس ثقافة البحث في قضايا التربية والتكوين وتشجيعها بالمواكبة المادية والمعنوية ولعل الكتاب الذي نعرض له يجسد بحق هذا المسعى العلمي النبيل. ويروم الكتاب من ناحية ثانية تكريس عمل بناء بمراكز تكوين الأطر التعليمية يتمثل في مواكبة حصيلة بحثها التربوي بالتتبع والتقويم والنشر إسهاما في تقدير جهد الطالب الباحث المجد والثناء على انخراطه وعطائه كما أشارت إلى ذلك توطئة الكتاب بقلم الدكتور محمد البقصي والدكتور محمد الزرهوني . المؤطران فضلا عن فريق البحث شكرا جزيلا أطر مركز تكوين اساتذة التعليم الابتدائي بصفرو والطاقم الاداري بنيابة وزارة التربية الوطنية بمدينة صفرو برئاسة السيدة النائبة الاقليمية للوزارة على المساعدة الشاملة ، وكذا بأكاديمية جهة فاس بولمان تحت إشراف مديرها الذي احتضن هذا الكتاب بالترحاب والتزكية ، ولم يتردد قط في تلبية الدعوة للتقديم له والإشراف شخصيا على طبعه ونشره تثمينا للبحث التربوي “.