أوصى المشاركون والمشاركات في ختام أشغال فعاليات المؤتمر الرابع للشبكة الدولية للصحافيات والصحافيين ومقاربة النوع، الذي نظمته جامعة محمد بن عبد الله بفاس على مدار ثلاثة أيام بشراكة مع مركز ملكات للإعلام والتواصل، خلال الفترة الممتدة مابين 21 و23 أكتوبر من الشهر الجاري، والذي تطرق إلى مجموعة من المواضيع ذات أهمية بالغة همت “تاريخ الشبكة الدولية للصحافيات والصحافيين ومقاربة النوع، وأهمية العمل بالشبكات الاجتماعية “و” المواطنة العالمية، ثقافة التحيز ضد المرأة والنزاعات المسلحة ” و” الربيع العربي: قوة الإرادة، حقائق جديدة للاكتشاف” بإلزامية وواجب ضمان حق حرية التعبير عموما، مطالبين على وجه الخصوص بدولة المكسيك بفتح تحقيق في جميع الجرائم والاعتداءات التي تخص النساء الصحافيات، مشيرين إلى حالات العنف ضد الصحافة بصفة عامة وضد النساء الصحافيات خاصة، ولهذا وافقت الشبكة بإجماع على أن المؤتمر المقبل سينعقد سنة 2013 بالمكسيك وذلك بدعم من الزميلات الصحافيات. كما نددت الشبكة بالميز الذي تعيشه النساء الصحافيات على مستوى العمل والأجور، معربة تضامنها من أجل حياة خالية من العنف ضد المرأة، حيث أنه من غير المقبول أن تقوم وسائل الإعلام بالترويج ونشر إعلانات للتواصل مع إباحيات واستغلالهن جنسيا، مطالبة كذلك بالعبور الحر للأشخاص عبر العالم هو بمثابة حق مقدس وذلك بالرجوع إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان معاهدة نفسها كشبكة للصحافيين والصحافيات ومقاربة النوع نعطي تصورا صحافيا جديدا يخدم وضعية النساء المهاجرات. وقد سبق وأن أكد محمد عامر، الوزير المنتدب المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، خلال افتتاح أشغال المؤتمر الرابع للشبكة الدولية للصحافيات والصحافيين حول “مقاربة النوع”، أن المغرب يعمل على دعم المرافقة السوسيو-قانونية للنساء المهاجرات في وضعية هشة، مضيفا أن الوزارة اعتمدت مقاربة النوع الاجتماعي في برامجها ومخططات عملها، مبرزا أن هذا اللقاء يندرج في إطار استراتيجية الوزارة الرامية إلى حماية ورعاية حقوق المهاجرات والمهاجرين المغاربة، مشيرا أن مصالح الوزارة المكلفة بالجالية المقيمة بالخارج قامت ببلورة استراتيجية سياسية مبنية على قواعد النوع الاجتماعي والحقوق الإنسانية للنساء الموجهة للفئات المختلفة من المهاجرات المغربيات. كما أكد أحمد غزالي، خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، رئيس الهيئة العليا للمجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، أن هذا المؤتمر ينعقد في سياق ما فتئ يسائل السياسيين والفاعلين الاجتماعيين والإعلاميين والأكاديميين والمحللين في جل شعب العلوم الإنسانية، مشيرا، إلى أن المغرب حقق تقدما ملحوظا للنهوض بوضعية المرأة من خلال تكريس الحقوق والواجبات على أسس مبنية على المساواة بين الرجل والمرأة كما جاء في مدونتي الأسرة والشغل وقانون الجنسية، ومبرزا في كلمته، أن دور الهيئة يتجلى في تنظيم عمل الوسائل السمعية البصرية بالمغرب، والتي تثمن وضعية دور وصورة المرأة، مضيفا أن الإجراءات التي تتخذها تندرج في إطار الأجندة الحكومية التي حددتها للمساواة بين الجنسين ما بين 2011 و2015، مذكرا بأن الهيئة تضطلع بدور مهم في دعم المساواة بين الجنسين عبر آليات التكفل. وبدوره، تحدث محمد الصبار،الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، عن مقاربة النوع الاجتماعي التي تعد من بين الاهتمامات الأساسية للمجلس، كما يعكسه النص القانوني المحدث لهذه الغاية، وأيضا التركيبة التعددية للمجلس التي تمثل فيها النساء 41 بالمائة. كما تطرقت بعض المداخلات إلى مشاركة المرأة في الربيع العربي والدور الريادي الذي لعبته في هذه الانتفاضات عبر العدد الهائل من الوجوه النسائية التي شاركت على قدم المساواة مع الرجل في المطالبة بالتغيير والديمقراطية سواء في ساحة التحرير المصرية وشارع بورقيبة التونسي وبمختلف شوارع ومدن الليبية وغيرها من الدول، التي عاشت حراكا شعبيا، متسائلا البعض، عن إلى أي حد سيتغير وضع المرأة مع هذا التغيير الحاصل في معظم الدول العربية، أم ستستمر الهيمنة الذكورية، حتى نشهد ربيعا نسائيا عربيا. وقد أسدل الستار على فعاليات المؤتمر الرابع يتضمن برنامج المؤتمر الرابع للشبكة الدولية للصحافيات والصحافيين ومقاربة النوع، بتوشيح الدكتور الفارسي السرغيني رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، بوسام شرف من إحدى الدول المشاركة بهذا الملتقى الإعلامي، بعد قراءة البيان الختامي برحاب فندق رمضا، حيث بدوره سلم الدكتور الفارسي عدد من الأذرع لفائدة بعض الصحافيات اللواتي تم اختيارهن من قبل اللجنة المنظمة، اعترافا بعطاءاتهن المتميزة للنهوض بقضايا الإعلام. للإشارة، لقد تميزت هذه الدورة التي أقيمت بالمغرب برنامجها المتنوع الذي لامس مختلف المواضيع، التي ترعى قضايا النساء عامة والنساء الصحافيات بصفة خاصة، من خلال مجموعة أبحاث وتقارير وتوقعات حول التواصل ومقاربة النوع، بفضل تقرير« CIMAC» حول بناء صحافة بدون تمييز بين الجنسين، وآخر لمكتب اليونسكو في الرباط، حول مشروع النوع بالمغرب، إلى جانب العروض المقدمة حول تجارب وسائل الإعلام النسوية، من خلال تجارب جيني روغرن السويسرية وراديو صوت المرأة والمؤسسة الدولية إيزيس.