أعطى محمد عامر الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج صباح يوم أمس الجمعة، انطلاقة أشغال فعاليات المؤتمر الرابع للشبكة الدولية للصحافيات والصحافيين ومقاربة النوع، الذي تنظمه جامعة محمد بن عبد الله بفاس على مدار ثلاثة أيام بشراكة مع مركز ملكات للإعلام والتواصل، وحيث يستمر هذا الملتقى الإعلامي إلى غاية 23 أكتوبر الجاري، برحاب كلية الطب والصيدلة، من أجل تدارس مواضيع ذات أهمية قصوى حسب برنامج الملتقى تهم » تاريخ الشبكة الدولية للصحافيات والصحافيين ومقاربة النوع، وأهمية العمل بالشبكات الاجتماعية » و » المواطنة العالمية، ثقافة التحيز ضد المرأة والنزاعات المسلحة » و» الربيع العربي: قوة الإرادة، حقائق جديدة للاكتشاف». وقد تحدث محمد عامر خلال كلمته، عن استراتيجية الوزارة الرامية على حماية حقوق المهاجرين والمهاجرات المغاربة ورعاية مصالحهم، حيث وفي هذا الإطار تقوم مصالح الوزارة بالمرافقة السوسيو- قانونية لعدد من النساء المتواجدات حالات الهشاشة، حيث بلورت استراتيجية سياسية، يضيف الوزير، مبنية على قواعد النوع الاجتماعي والحقوق الإنسانية للنساء المغربيات المهاجرات، التي تأتي كحصيلة تفاعلية مع المكتسبات الحقوقية والمؤسساتية عبر التحولات التي تعرفها المرأة والأسرة والإرادة السياسية لبلورت سياسة عمومية أكثر قربا من حاجيات ومشاكل المهاجرين وأكثر انشغالا بتطلعاتهم، مضيفا في نفس السياق أن إدارة الوزارة تسعى إلى تقوية قدرات العاملين إلى جانب النساء المغربيات المهاجرات في مجال تطبيق مدونة الأسرة قصد معالجة المشكلات السوسيو-قانونية لدى المهاجرات وأسرهن والتعريف بالمكتسبات الحقوقية المنجزة في المغرب في هذا المجال، إضافة على تخفيف الآثار السلبية لتنازع القوانين من خلال قافلة المساواة والمواطنة تحت شعار ” نحو تطبيق أفضل لمقتضيات المدونة”، وتقوية قدرات العاملين الاجتماعيين بالمصالح القنصلية والجمعيات العاملة في حقل حقوق النساء المهاجرات، إلى جانب بلورت برنامج تقوية القدرات المؤسساتية للجمعيات العاملة إلى جانب النساء المهاجرات، كما تطرق محمد عامر إلى إحداث صندوق دعم لفائدة النساء المهاجرات في وضعية صعبة. الدكتور فارسي السرغيني رئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، تطرق في كلمته الترحيبية إلى مسألة مقاربة النوع الاجتماعي في علاقتها بوسائل الإعلام والاتصال، مشيرا أن الحركة النسائية المعاصرة ترى أن الإعلام التقليدي يعد مسؤولا عن استمرار الصورة النمطية التقليدية للمرأة في المجتمع ، متفائلا بظهور إعلام جديد يعتمد بالأساس على وسائل إعلامية جديدة ويتمحور حول الإعلام الديناميكي التفاعلي الذي يجمع بين النص والصورة، متحدثا على الاهتمام الكبير الذي توليه الجامعة لمقاربة النوع من خلال مشروع مشترك مع برنامج الأممالمتحدة للتنمية وآرت كولد المغرب بشراكة مع الجامعة الإيطالية بفلورنسا. وقد ترأس مراسيم الجلسة الافتتاحية للدورة الرابعة لمؤتمر الشبكة الدولية للصحافيات والصحافيين ومقاربة النوع التي حضرتها شخصيات إعلامية وجامعية وقانونية، إلى جانب الوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج ورئيس جامعة سيدي محمد بن عبد الله، كل من رئيس الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، والكاتب العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان ورئيسة المحكمة الابتدائية بصفرو، وصحافية عن مؤسسة وكالة الإعلام والتواصل النسائي CIMAC. ويتضمن برنامج المؤتمر الرابع مجموعة من الجلسات، تأطرها وتناقش مواضعها أكثر من 70 شخصية إعلامية مهتمة بالنوع الاجتماعي تنتمي إلى دول المكسيك والبرازيل وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا والنمسا وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا والشيلي والبيرو والأردن وفلسطين ولبنان والسعودية والكويت وقطر والجزائروتونس ومصر والمغرب، حيث ترأست إيلينا بلانكو كاستيا الجلسة الأولى، التي حاضرت فيها المغربية مليكة بن الراضي إلى جانب لوسيا لاغوناس من المكسيك، وفابيولا كالبو من كولومبيا، ونوريا باريلا من إسبانيا ومونتسي مونيبيس من كاتالونيا، وإياد بن رجب من تونس حول مقاربة النوع وأهمية العمل بالشبكات الاجتماعية. موضوع « العنف ضد المرأة بين التغطية الإعلامية والمعتقدات الثقافية » طرقت إليه الإسبانية كريستينا دل بايي، فيما نظيره «النساء الصحافيات في كولومبيا زمن الحرب »، تناولته الكولومبيا فابيولا كالبو بالدرس والتحليل، بينما الأردنية رنا الحسيني، عالجت موضوع « جرائم الشرف في الشرق الأوسط ». صوت فلسطين كان حاضرا بقوة من خلال الإعلامية عزة كرم، منسقة بالمرصد العربي للتواصل والنوع، بفضل مداخلتها خلال الجلسة الثانية، في موضوع «حضور الجنسين في الصراع العربي الإسرائيلي»، ثم تدارس المشاركون، محورا خاصا يتعلق بنساء ليبيا بين الحاضر والمستقبل. بينما الجلسة الثالثة التي تستأنف غدا السبت، والتي تتمحور حول « الربيع العربي: قوة الإرادة، حقائق جديدة للاكتشاف، سيدات يكسرن الصمت »، ستعرف مداخلتين الأولى في موضوع « المرأة في الإعلام العربي » للأستاذة لميسون أبو بكر من وزارة الثقافة والإعلام السعودية، والثانية في موضوع «المشاركة النسائية خلال وبعد الثورة المصرية » للصحافية سحر طلعت عضو في جمعية اتحاد النساء العربيات. مجموعة أبحاث وتقارير وتوقعات حول التواصل ومقاربة النوع تتصدر أشغال الجلسة الرابعة، التي ستترأسها كنزة الغالي عبر تقرير « CIMAC» حول بناء صحافة بدون تمييز بين الجنسين، وآخر لمكتب اليونسكو في الرباط، حول مشروع النوع بالمغرب، تليها مداخلة حول «إعلام المرأة والتنمية للفلسطينية سحر الفراج «، كما سيقف المشاركون خلال هذه الجلسة على تجارب وسائل الإعلام النسوية، من خلال تجارب جيني روغرن السويسرية وراديو صوت المرأة والمؤسسة الدولية إيزيس. وينتظر أن تشارك في المائدتين المبرمجتين في اليوم الأخير لهذا المؤتمر، مجموعة من الأسماء من مختلف الدول، خاصة هيام أحمد من الكويت ونفيسة الحر من الجزائر وليلى الصبح من لبنان وهدى محمد من السعودية، وإيما لاستينيا أمادور طالابيرا من نيكاراغوا. وللمزيد من المعلومات حول استضافت جامعة سيدي محمد بن عبد الله ومن خلالها المدينة الإدريسية للمؤتمر الرابع للشبكة الدولية للصحافيات والصحافيين ومقاربة النوع، صرح الدكتور الفارسي السرغيني رئيس الجامعة ل « جريدة الاتحاد الاشتراكي« أن هذا اللقاء يدخل ضمن إستراتيجية التي تنهجها الجامعة والتي انطلقت مع الإدارة الجديدة الهادفة إلى انفتاح على عدد الدول في إطار الدبلوماسية الجامعية، خصوصا بدول أمريكا اللاتينية واستقطاب أصوات مأثرة تسوق الصورة الحقيقية لمغرب اليوم. كما يهدف هذا المؤتمر في نسخته الرابعة إلى تفعيل وتقوية شبكات التواصل الوطنية والدولية، وكذلك خلق خطاب موحد مرتبط بالإعلام والنوع الاجتماعي، في محطته الرابعة بعد أن استضيف منذ سنة 2008، تباعا من قبل مدن مراكش وبوكوتا بكولومبيا. للإشارة، لقد تأسست الشبكة الدولية للصحافيات والصحافيين ومقاربة النوع الاجتماعي في المكسيك عام 2005 من طرف سبعة عشر دولة، حيث انظم المغرب لهذه الشبكة من خلال الشبكة المتوسطية للصحافيات والمهتمين بمقاربة النوع الاجتماعي والتي تأسست في إيطاليا عام 2000، كما يسجل وفي نفس السياق، أن مدينة مراكش سبق وأن احتضنت في شهر أكتوبر سنة 2008، اللقاء المتوسطي الثالث للمختصين والمختصات في الصحافة ومقاربة النوع، وكان اللقاء منظما من طرف قسم المرأة لرايو فايكاس الاسباني بمشاركة جمعية النخيل ومدعوما من طرف المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، كرسي اليونسكو بالرباط ومؤسسة الحسن الثاني لمغاربة الخارج. ويذكر، أنه في شهر نوفمبر2009 استضافت مدينة بوكوتا بكولومبيا المؤتمر الثالث الذي تنظمه الشبكة الدولية كل سنتين, وقد كان المغرب من بين المشاركين .. وخلال هذا المؤتمر تم ترشيح إفريقيا الشمالية لاحتضان المؤتمر الموالي سنة 2011، حيث وقع الاختيار على المغرب لتنظيم المؤتمر الرابع للشبكة الدولية للصحافيات والصحافيات ومقاربة النوع الاجتماعي، بالتعاون مع جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.