اهتزت ساكنة فاس للحادث المأساوي التي عرفته منطقة الشراردة وتحديدا مجمع كريان الحجوي بحي بندباب فاس الشمالية، إثر انهيار منزلين من ثلاثة طوابق بهذه المنطقة المحفوفة بالمخاطر،حوالي الساعة السابعة ونصف من صباح يوم الثلاثاء الماضي، حيث خلفا خمسة قتلى ، الأب المسمى قيد حياته (محمد.خ) والبالغ من العمر 60 سنة ، وأبناؤه الاثنين (محسن.خ) الذي لا يتجاوز 32 سنة، و(عزيزة. خ) البالغة من العمر 26 سنة، والطفلتين هالة وخلود من أسرة ثانية، لا يتجاور عمر الأولى السنتين، أما الثانية لم تطف شمعتها الرابعة، بالإضافة إلى سبعة جرحى نقلوا على إثرها إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج أربعة منهم في حالة خطيرة. كما تسألت الساكنة من خلال تصريحاتها لمبعوث الجريدة إلى عين المكان، إلى متى ستظل عملية الإنقاذ تسير على الشكل الحالي ? ومتى ستتدخل الحكومة لإيقاف نزيف الانهيارات بفاس خاصة والمدن المغربية التاريخية عامة ? خصوصا وأن هذه المدينة تعرف أكثر من 1000 بناية مصنفة بالمهددة بالانهيار، 6000 منها من الدرجة الأولى، 4000 منها داخل المدينة العتيقة، أما الباقي فهو موزع بين المناطق الشمالية ( أحياء بنزكور، بنسليمان، لابيطا ظهر الخميس، الحسني....) ومناطق الجنانات. وتواصلت مختلف فرق عمليات رفع الأنقاض بهدف انتشال ضحايا محتملين لهذا الحادث، حيث دامت العملية أكثر من 12 ساعة. كما تم تطويق المكان بمختلف العناصر الأمنية، وفتح تحقيق في هذه النازلة لمعرفة أسباب وملابسات هذه الحادثة المؤلمة وسط تضارب الأنباء حول الحالة الصحية المتردية لعدد من الجرحى. وحسب بعض المصادر، فإن البنيات، اللتين كانتا موضوع قرارات إخلاء، تقعان في منطقة معرضة للمخاطر، حسب تصنيفها من لذن المفتشية الجهوية للإسكان والتعمير والتنمية الترابية، من خلال الأبحاث والدراسات التي أجريت في هذا الباب، حيث استفاد العديد من اقتناء شقق في مناطق آمنة، فيما امتنع البعض الآخر من تنفيذ قرارات الإفراغ لأسباب تعنيهم، دون الإدراك ما سيترتب عن ذلك من المخاطر بمثل هذه البنيات المهددة بالإنهيار.