عن طنجة 24 يخوض عشاق الفن التشكيلي، على مدى عشرين يوما، تجربة سفر فني في مساحات شاسعة من عوالم الفن التشكيلي، عبر معرض مشترك لإبداعات الفنانين الشابين، هدى الخمليشي وعادل ازباد، الذي افتتح فعالياته مساء الجمعة المنصرم، برواق "ابن خلدون" بمدينة طنجة. ويتيح هذا المعرض الذي يمتد إلى غاية 18 فبراير المقبل، لزواره، اكتشاف لوحات تنضح بالكثافة الشعرية والحركة والشخوص، وتلامس المسافة الفاصلة بين التجريد والتشخيص، بذكاء فنان يزاوج بين الثابت والمتحول، بين اللطخة والحركة السريعة للفرشاة. وأوضحت الفنانة هدى الخمليشي، إن تنظيم هذا المعرض الفني، يأتي كتثمين لمسار فني، انطلق بشكل فعلي سنة 2006، عندما شاركت في أول معرض تشكيلي، رفقة تشكيليين مغاربة بفضاء المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة بطنجة. وتشرح الخمليشي، مواضيع لوحاتها الفنية، قائلة بأنها وجدت في أبيات شعراء كبار، أمثال إليا أبي ماضي ومالك بن الريب، مادة إبداعية راقية، تستلهم منها لوحاتها التي تفيض حلما وفنونا وخيالا. وتعتبر الفنانة الخمليشي، المزدادة بمدينة تارجيست بإقليم الحسيمة، فنانة تشكيلية عصامية، اختارت السير على درب اكتشاف المدرسة الواقعية في مجال الفن التشكيلي، حيث راكمت تجربة فنية، احتفت بها مجموعة من المعارض التي نظمتها أو شاركت فيها داخل المغرب وخارجه.
لا تخفي هدى، تأثير جاذبية مدينتي طنجة وتطوان، على فضاء لوحاتها الفنية، بحكم ما تتميز به هاتين المدينتين من جمالية وغنى ثقافي وحضاري، يشكلان بالنسبة إليها مصدر إلهام فني وإبداعي. وبنفس الحماس الفني، يشق الفنان التشكيلي العصامي عادل الزبادي، مساره الفني، عبر لوحات تعبيرية يشارك ببعضها في هذا المعرض الثنائي، لا سيما تلك التي تؤرخ لإبداعات عالمية لفنانين ذائعي الصيت في مجالات الفن. ويقول عادل، المولود سنة 1980 بمدينة تازة، في تصريح للجريدة بالمناسبة، بأنه يبحث دائما من خلال أعماله عن التجديد والذهاب إلى ما وراء الأشياء والبحث المستمر. وسبق لعادل ازباد، تنظيم والمشاركة في العديد من المعارض داخل وخارج المغرب، كما حصل على جوائز وطنية ودولية عديدة في مجالات التشكيل والسينوغرافيا.