الصورة لمصور صحفي من كييف/أوكرانيا نشرت (السبت) من طرف منظمة Human Rights Watch تغريدة: عادل فهمي عندما أقف على انتهاكات التي يتعرض لها رجال الصحافة و الإعلام عبر العالم، يحزّ في نفسي، أن أقف في بلدي على واقع صحافيين يتباكون على رحيل العمال و رجال السلطة..علما أنني لا أستغرب من دفاع الأحرار عن القضية و دفاع العبيد عن الجلاد.
تفاعل: د.عياد أبلال (باحث سوسيولوجي) إن الصحافة كوظيفة محايثة للعقل الاجتماعي هو تنبيه و نقد و تعرية لواقع السلطة في جبروتها و تسلطها ، ولذلك لا يستقيم الفضاء العام بتعبير هابرماس الا برؤية الصحفي النافذة للعالم و الأشياء و الناس، من هنا تقتضي الصحافة تكويناً موسوعياً و إرادة الصحفي المثقف بقضايا المجتمع و بخبايا الأمور، لا ينفصل عن المغامرة كحب للمعرفة و التقصي، باعتبارها وظيفة نقدية مشاكسة، ولذلك فتاريخ الصحافة و الاتصال الجماهيري في الغرب هو تاريخ للقمع المتنامي للصحافة و الصحافيين، و في نفس الوقت تاريخ لجلالة السلطة الرابعة باعتبارها هي من صنعت تاريخ الديموقراطية...إن الصحافة في المغرب و العالم العربي عموماً لم تستطع - مع وجود الاسثتناء بطبيعة الحال من خلال العديد من اسماء الصحافيين الكبار الذين ضحوا بالكثير من أجل جلالة المهنة و قدسيتها- تبني تصور حداثي للفضاء العام و للسلطة و نظام الحكم،ولذلك فالتماهي بين البعض من الصحفيين و السلطة هو تماه ارتكاسي ناتج عن تمثل خاطئ للصحافة باعتباره مجال للاسترزاق و المصلحة الشخصية. لذا فاسرار الصحفي-المصور على نقل الخبر بالصورة رغم الالم و الدم و الجرح هو من وظيفته المقدسة ،و من وظيفة تصوره للفضاء العام كفضاء يصنع الحرية و العدالة الاجتماعية ،في زمن الصورة بامتياز...تحياتي لصحفي كييف باوكرانيا و كل الصحفيين العالم الحر .