كتاب دافيد لوبروتون: "سوسيولوجيا الجسد" ترجمة الباحث السوسيولوجي المغرب عياد أبلال و الكاتب إدريس المحمدي
عن دار روافد للنشر و التوزيع "روافد" و بدعم من مؤسسة طه حسين للحوار الثقافي، صدر هذا الأسبوع الترجمة العربية لكتاب عالم الاجتماع الفرنسي دافيد لوبروتون "سوسيولوجيا الجسد" في 190 صفحة من الحجم المتوسط.
و يعد هذا الكتاب من أهم المراجع و الكتب التي اشتغلت على تيمة الجسد و الذي سبق له و أن ترجم الى العديد من اللغات، و حظي باهتمام من لدن الباحثين و المهتمين عالميا، يقول دافيد لوبروتون في تقديمه للنسخة العربية:
"إن الشرط الإنساني جسدي، حيث الجسد مادة الهوية على المستوى الفردي والجماعي، والفضاء الذي يمنح نفسه للنظر والقراءة وتقدير الآخرين. فبفضله نحن معينون، معترف بنا، ومحددون بانتماء اجتماعي، بجنس، بسن، بلون الجلد، وبخصلة فريدة في الإغراء. يرافق الجلد الجسد، ويقيم حدود الذات بين الخارج والداخل بشكل حي، إنه مسامي لأنه منفتح على العالم، وذاكرة حية. لأنه يلف ويجسد الشخص من خلال تمييزه عن الآخرين، ويربطه بهم، حسب العلامات المستعملة. إن الجسد هو التوتر الهوياتي للإنسان، للمكان والزمن، حيث العالم يتخذ جسمًا. للفكر جسدانية مثلما للجسد ذكاء، فمن تقنيات الجسد إلى التعبيرات الوجدانية، من الإدراكات الحسية إلى التسجيلات الغلافية، من سلوكيات الوقاية إلى سلوكيات التغذية، من طرق الجلوس إلى المائدة إلى طرق النوم، من نماذج تمثل الذات إلى العناية بالصحة والمرض، من العنصرية إلى التمركز، من الوشم إلى الثقب، يعتبر الجسد مادة لا تنضب للممارسات الاجتماعية، للتمثلات، للمتخيلات. إذ من المستحيل الحديث عن الإنسان بدون أن نفترض بشكل أو بآخر بأن الأمر يتعلق بإنسان من لحم، معجون ومشكل من حساسية خاصة. إن الجسد "أداة عامة لفهم العالم" على حد قول ميلوبونتي. كيف يمكن أن نستوعب الفرد بدون تجسيده، في الوقت الذي تمرر فيه عادة العلوم الاجتماعية الجسد تحت الصمت، وتعتبره بدون شك خطأ، كبداهة أولية حاجبة بالتالي لبيانات تستحق الكثير من الاهتمام. إذا كانت السوسيولوجيا (علم الاجتماع) تهتم بالعلاقات الاجتماعية، والفعل المتبادل بين الرجل والمرأة، فإن الجسد دائما حاضر هنا. في قلب كل التجارب".