أيها السائق خذ أشد الحذر من نوبات النوم أو السهر بنفسك أبدا لا تزهو لا تثق أكثر ولا تغْتر فالكلام مع المحمول خطر لا تنتظر من أحد العفو بعد الحدث لن يقبل منك أي عذر ***** أنا طفل بعفوية للطريق أعبر وقتي إلى مدرستي يمهل لا ينتظر أيها السائق أو الأب إحذر فلديك أبناء في نفس العمر ربما يكون أحدهم فوق الممر لم يعر الإنتباه إلى الأخضر وأنت كيف تجاهلت الأحمر؟ دهسته تحت العجلات تصور : من كل اوجاع الدنيا تتضور كيف تتلقى المسكينة الأم الخبر؟ بعد قطفك للبراءة وسن الزهور قتلتَ فيكما الفرحة والسرور وأعدمت في البيت البسمة والحبور فالصورة في خلدك لن تتغير لن تخبو أبدا طول المشور لا تتوارى بعده خلف القضاء والقدر فكم حُذرْتَ من سوء التقدير والتهور وتعلمتَ كيف تتعامل مع كل محور وتدري أن طيف الردى في كل اتجاه يدور ***** افترض أن ابنك لم يمت فأصابه ضرر قابع في البيت أمامك في سكون وضجر يكلمك بجفون صامتة بجلي العِبر: ربما يا أبي غدا طبيبا أو عالما أصير اغتلت طموحي وألبستني نظارة ضرير أمْسَكْتنِي عُكازةً بها في الطريق أسير فأرفق بالدواسة يا أبي وتحاشى كل الشرور وتمهل لألا تكون يوما غراب الكُسور وانتبه كي لا تصير يوما بُوم القبور احذر السرعة على الطريق وعند كل عبور كي لا تكون جِسَر عُبورِ شُؤْمٍ للقبور أبي سامحك الله وملأ قلبك بالسرور ومني إليك على الجبين ألف قبلة مِلْءَ الثغور تذكر أيها السائق كل هذه الصور واجعلها نصب عينيك كي المآسي لا تتكرر فالجميع منا ، للأب والإبن وكل فرد ينتظر --------