انتقلت عدوى الاحتجاجات من مركز مدينة تازة إلى الضواحي، التي تطالب بفك العزلة ورفع التهميش والإقصاء. ووصل التصعيد في جماعة أجدير القروية، يوم الاثنين الماضي، إلى حد خوض إضراب عام وإغلاق جل المحلات التجارية، باستثناء صيدلية، وتنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر القيادة.
وردد العشرات من المحتجين شعارات تطالب برفع التهميش عن هذه المنطقة، التي كانت، إبان الحرب على الاستعمار، من أبرز معاقل المقاومة في الريف. وتبعد جماعة أجدير عن مدينة تازة بحوالي 76 كيلومترا، وهي منطقة متاخمة لجبال الريف وإقليم الحسيمة.
وتعيش ساكنة المنطقة على الفلاحة المعيشية وعلى مداخيل ذويهم المقيمين في الخارج، لكن غياب البنيات التحتية وتدهور الشبكة الطرقية يزيد من صعوبة معيشتهم.
وقالت مصادر من السكان ليومية المساء إن المحتجين يطالبون بتعبيد الطريق الثانوية رقم 510، التي تربط بين أكنول وأجدير، والتي تتوقف فيها حركة السير بشكل نهائي أثناء تهاطل الأمطار.
و يشير السكان إلى أن هذه الطريق أصبحت غير صالحة لحركة السير بسبب الأضرار الجسيمة التي لحقتها من جراء التساقطات المطرية خلال السنوات الأخيرة. ويعيش مستوصف الجماعة، وهو المستوصف الوحيد في المنطقة، حالة توصف ب»المزرية».
ورغم أنه يستقبل الآلاف من المرضى، فإنه يعاني من خصاص يُنعَت بالمهول في التجهيزات الطبية والموارد البشرية غير الكافية لتلبية حاجيات الساكنة، فضلا على البناية المتهالكة لهذه المؤسسة الصحية.
وشاركت في هذه الاحتجاجات عدد من الجمعيات المحلية وجمعية المعطلين ومنخرطي الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
وطالب السكان بتشييد ثانوية تأهيلية لإحتضان تلاميذ المنطقة، التي تشكو من ارتفاع نسب الهدر المدرسي ومن الانقطاع المبكر عن الدراسة، بسبب بعد المؤسسات التعليمية عن الدواوير.
ويعاني مركز أجدير من غياب قنوات للصرف الصحي ومن انعدام ربط المنازل بالماء الصالح للشرب، وتعيش «شوارعه» وأزقته في «القرون الوسطى»، حسب تعبير أحد أبناء المنطقة.
وذكرت المصادر أن ممثلين عن المحتجين عقدوا لقاء مع عامل الإقليم، لكن جلسة الحوار لم تسفر، في نظرهم، عن أي نتائج ملموسة، فقرر سكان المنطقة مواصلة الاحتجاجات.
وسبق للمندوب الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل أن عقد لقاء مع ممثلي السكان حول مشاكل المسالك الطرقية، وخاصة الطريق الإقليمية رقم 510، المقطوعة عند النقطة الكيلومترية المتواجدة بدوار "اهرشلين"، حيث وعدهم بإصلاح المقاطع المتضررة، لكن وعوده بقيت مجرد حبر على ورق، دون أن تنفذ على أرض الواقع، تقول المصادر نفسها.