صدر حديثا للقاص المغربي جمال الدين الخضيري عن شركة مطابع الأنوار المغربية بوجدة، مجموعته القصصية الموسومة ب "سوق المضاجع" وهو العنوان نفسه الذي تأخذه إحدى القصص بها. وهي ثالث مجموعة ينشرها بعد مجموعتيه: "فقاقيع"، سنة 2010، و"وثّابة كالبراغيث"، سنة2011. تقع هذه المجموعة في واحد وخمسين ومائة صفحة (151) من الحجم المتوسط، وتضم بين دفتيها اثنتي عشرة قصة قصيرة (12)، هي على التوالي: الرجل الذي أضحك الحمار، رحلة مضمّخة بالطنين، موسم الحرق، عورات في مهب الريح، حاسرا يلعن الرياح، الممغوص، الكلب الضائع، أهازيج جانية، النسر والدراويش، الرحالة البرغوث، سوق المضاجع، متاريس الذعر. وتزدان غلافها لوحة تشكيلية للفنان العالمي كوستاف كليمت. واللافت للانتباه أن القاص يتخلى في هذا العمل عن السرد القصير جدا والمكثف الذي عُرف به من قبل، ليتورط في قصص ذات نفس طويل وإيقاع ممتد، تحتل في بعض الأحيان صفحات طويلة من حجم الكتاب، وتزخر بأحداث متشابكة وأفضية مركبة ومثيرة تستثمر الهامشي والمسكوت عنه. وقد جاء على ظهر الغلاف مقتطف من تقديم الناقد الدكتور نور الدين الفيلالي يقول في جزء منه: "يجول بنا السارد عبر فضاءات متعددة، ويلامس قضايا متنوعة، يضعنا من خلالها في صلب إشكالية السرد العربي الحديث، ألا وهي صراع الثنائيات الذي يلقي بضلاله على نصوص المجموعة: الماضي/ الحاضر، القديم/ الجديد، الأنا/ الآخر، الشرق/ الغرب ... وقد استطاع جمال الدين الخضيري أن يذيب هذه الثنائيات في عمله، وأن يطبعها بطابع السخرية، الذي يصل في بعض الحالات إلى حدود التهجين، وهو ما يعطي لقصصه أسلوبا متميزا يَشِي بعلامات علم وقامة متميزة في عالم السرد".