في الحقيقة يعجز لساني عن الكلام ... ليس لأنني أبكم .. ولكن لأنني آكل الكسكس وفمي ممتلئ ... وأمي توصيني أن لا أتكلم وقت أكل الكسكس ... تخاف من حبيبات الكسكس الصغيرة أن تنزلق في حلقي وتؤدي بي إلى الاختناق .... حينها ستقع كارثة إنسانية ... ستصبح أمي هي المجرمة وليس الكسكس ... فالقانون لا يحمي أمي ... لأنها مغفلة – في نظر القانون – أما في نظري فهي أجمل شيء في بيتنا عندما لا تكون منشغلة بالمسلسلات ... نعود إلى الكسكس ... هل فعلا يتسبب الكسكس في الاختناق ؟؟؟ إن كان ذلك فعلا ؟؟ فهل طرقاتنا تأكل الكسكس يوميا ؟؟ وهل إداراتنا تأكل الكسكس من الإثنين إلى الجمعة ؟ ... وهل محلات الكسكس تأكل الكسكس كل جمعة ؟ ... ربما وصلنا إلى زمن الكسكسة نسأل الله العافية . سوف لن أتحدث فيما سأكتب عن الكسكس لأنني أحبه وتقول أمي أن بكل حبة حسنة والكسكس فيه الأجر ... لكنني سأتحدث عن بعض المكسكسين والذين نسبة إلى حسنات الكسكس يسميهم البعض أصحاب الحسنات ... المكسكون يا سادة، قد يكون أخي وقد تكون أمي .. وقد يكون الجيلالي ... وقد أكون أنا ... ... آاه نسيت ... لم أخبركم من هو الجيلالي الذي تحدثت عنه ... في الحقيقة تعمدت ذلك ... هنا إذن يكمن دور المكسكسين .... سأصير مكسكسا لبضعة أسطر حتى أوضح ... ... الجيلالي متقاعد من وظيفة عمومية توفيت زوجته السنة الماضية في حادثة سير عندما كانت ذاهبة إلى الشمال لحضور عرس ابنة خالتها أسماء التي تزوجها ادريس ابن صاحب شركة تصدير الطماطم إلى جنوب إفريقيا الوسطى وللجيلالي ثلاثة أبناء ،كريم ومريم وسعاد ... تزوجت سعاد ومريم لكن كريم لم يتزوج لأنه معطل رغم أنه حاصل على شهادة عليا ... لكنه يبحث الآن عن محل لبيع الأدوية ...- ليشتري منه سما لينتحر - .... كفى . فهمتم الآن دور المكسكسين ؟؟ أم أكسكس على المصطلح أكثر ... ؟؟؟ بالأمس خرجت باحثا عن خبز للعشاء ... كنا للتو وصلنا إلى منزلنا الجديد الذي بناه أبي ... ... وأنا في رحلة البحث الشاقة ... إذ سمعت صوتا ينادي ... يا فلان ... لم ألتفت ... لأنه لا أحد يعرفني في هذا الحي الجديد ... فقال الصوت يافلان يا ابن فلان .... توقفت وتساءلت ولم ألتفت .. ربما صدفة!!! ... ثم قال الصوت ... يا فلان يا ابن فلان يا أخ فلان يا أيها الساكن في البيت الفلاني ... توقفت لأني فهمت أنني المقصود ولا مكان للصدفة هنا ... التفت لأرى من يكون المنادي ... من سيكون هذا المنادي الذر عرفني للحظة وصولي إلى الحي ؟؟ وكيف عرف معلوماتي ؟؟ لن يخطر ببالكم من المنادي ؟؟ إنه ادريس ... أخ بوسف الذي اشترى سيارة جديدة وكتبها بإسم زوجته هناء لأنها سحرت له عند المشعوذة ... ادريس هو جارنا الجديد الذي سنسكن أمامه في بيتنا الجديد وحينا الجديد ... ظننتم أن ادريس هو المكسكس ؟؟ ... أنتم مخطؤون ... المكسكس هو عبدو صاحب الدكان الذي يكتريه من الحاجة كلثوم ب 500 درهم في الشهر وهو ثمن بخس لأنه اكتراه أيام الاستعمار الفرنسي ... وحافظ هو على ثقافة الاستعمار بنكهة مغربية. ... ... أحس بأنني لست مركزا في كتابة هذا الموضوع ..لأنني أكنب الموضوع في مقهى تطل على البحر .. لأول مرة أجلس بها ... صاحب المقهى هو عزيز زوج سمية التي ترك لها أبوها إرثا كبيرا وتزوج بها عزيز لأنها تملك ممتلكات كثيرة ... في الحقيقة سمية لم تكن جميلة جدا ... أنا لم أرَها لأحكم على جمالها ... لكن أخبرني بذلك عبد الرزاق نادل المقهى .الذي يشتغل في المقهى صباحا ويكسكس مساءا ... أما أنا فليس لدي شغل سوى الكتابة الساخرة والكسكسة صباح مساء .. هل كسكستم شيئا في هذا الموضوع ؟؟؟