صنف مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية المغرب ضمن خمس بلدان إفريقية يتركز بها نحو 90 في المائة من المشتركين في شبكة الانترنيت ذات الصبيب العالي. وأفاد تقرير لمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية نشر اليوم الخميس أن استعمال الانترنيت ذات الصبيب العالي بالقارة الافريقية متركز بشكل كبير، إذ توجد نسبة 90 في المائة من المشتركين في خمس دول (جنوب إفريقيا والجزائر ومصر والمغرب وتونس). وأضاف التقرير أن هذه الدول تعد من بين الدول التي عرفت ارتفاعا قويا في عدد المشتركين في الانترنيت ذات الصبيب العالي منذ 2003 مؤكدا أن إفريقيا تداركت التأخر في مجال الهاتف المحمول ولكنها لازالت تجد صعوبات في ما يتعلق بالولوج إلى الانترنيت ذات الصبيب العالي. وأكد التقرير أن عدد المشتركين في الهاتف المحمول تطور بشكل ملفت بإفريقيا إذ ارتفع هذا العدد ما بين 2003 و2008 من 54 مليون مشترك إلى حوالي 350 مليون مشترك أي بارتفاع نسبته 550 في المائة معربا عن الأسف في المقابل لكون الدول الإفريقية لازالت بعيدة عن ركب دول أخرى في ما يخص الولوج إلى الانترنيت ذات الصبيب العالي التي تعد "وسيلة التواصل الأساسية بالنسبة لتحقيق أهداف عديدة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية". وعزا التقرير أسباب هذا التأخر بالخصوص إلى غياب البنيات التحتية للاتصالات الثابتة . وسجل معدو التقرير أيضا أن هناك فجوة في ما يتعلق بسرعة الانترنيت ذات الصبيب العالي مشددين على ضرورة التدخل بسرعة لتصحيح هذه الوضعية بطريقة تمكن القارة بأكملها من الولوج إلى الانترنيت. كما أشار التقرير الى وجود فجوة في أسعار الصبيب العالي موضحا أن تكلفة استعمال شبكة ذات صبيب عالي ثابت مرتفعة عادة في الدول منخفضة الدخل. وأبرز أن 14 بلدا بين البلدان ال 20 التي تشهد أعلى تكلفة في الحصول على الصبيب العالي توجد في إفريقيا جنوب الصحراء مشيرا إلى أنه "حتى في داخل إفريقيا فإن الفجوة بين الأسعار هائلة". ولدى تطرقه للمنجزات التي حققتها البلدان الافريقية في مجال الهاتف المحمول، أوضح التقرير أن عدد المشتركين في الهاتف المحمول ارتفع بإفريقيا بشكل أسرع مما هو عليه بباقي مناطق العالم منذ سنة 2003، مضيفا أن هذا العدد أعلى حاليا بأزيد من عشر مرات من عدد المشتركين بالهاتف الثابت بإفريقيا وأعلى بأزيد من عشرين مرة في بلدان إفريقيا جنوب الصحراء. وأوصى التقرير باعتماد إجراءات ترمي إلى توسيع خدمات ذات صبيب عالي بالمناطق التي تعاني من نقص في الربط بالشبكات وإيجاد وسائل تمويل جديدة ومبتكرة تسمح بإحداث شبكات أخرى بصبيب عالي ثابت ومحمول أكثر قوة. وحسب التقرير فإنه يتعين على الحكومات والمانحين والقطاع الخاص بذل المزيد من المجهودات من أجل تحقيق تقدم هام بافريقيا. ولاحظت الوثيقة، أن الهاتف المحمول أضحى على المستوى العالمي تكنولوجيا الاتصال الموزعة بشكل أنصف موضحا أن هذا المجال سجل إلى غاية متم سنة 2008 حوالي 4 ملايير ربط عبر العالم. وبخصوص استعمال شبكة الانترنيت، سجل مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية أن أزيد من نصف ساكنة البلدان المتقدمة مرتبطة حاليا بهذه الشبكة، مقابل 15 في المائة فقط في البلدان النامية، مشيرا إلى أن الفجوة الرقمية تهم خاصة الصبيب العالي. وأوضح التقرير أن استراليا، التي تضم 21 مليون نسمة، تسجل ارتفاعا في عدد المشتركين في خدمات الصبيب العالي أكثر من القارة الإفريقية كاملة. ويعد متوسط الولوج بالبلدان المتقدمة أعلى بأزيد من ثماني مرات عما هو عليه في البلدان النامية. وكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في تقديمه للتقرير، أنه مازالت هناك أشواط طويلة يتعين قطعها قبل التمكن من القول إنه تم تقليص الفجوة الرقمية بشكل ملموس والسير قدما نحو مجتمع المعلومات بالنسبة للجميع مضيفا أن الفوارق بين البنيات التحتية في مجال تكنولوجيا الاتصال والإعلام لا تزال كبيرة، وخاصة في ما يتعلق بشبكات الصبيب العالي.