"ما أشبه الليلة بالبارحة"، بالأمس القريب وقف أسي بن كيران بساحة كوليزي بوسط مدينة تازة يناجي أصوات الناخبين قبل محطة 12 يونيو 2009 (...) و أقسم بأغلظ الأيمان عن استعداده لقطع يد أي مرشح تبثت خيانته للأمانة قي تسيير الشأن المحلي سواء بتازة أو بغيرها من المدن المغربية (...)، و لكونه "يمهل و لا يهمل" فحزب آسي بن كيران راهن على شيء يستحيل الوفاء به، و بالتالي فقد عذريته مرة أخرى بعد جَرَ "جامع المعتصم" النائب الأول لعمدة سلا و رئيس مقاطعة تابريكت المحسوب على العدالة و التنمية إلى السجن بسبب فضائح بقطاع التعمير اهتزت لها مدينة سلا و انتشر صيتها بربوع المغرب (...) بعد تورط مجموعة من المنتخبين، السياسيين، المقاولين، المهندسين، و التقنيين....باختصار ملف يتابع فيه إلى حدود الآن حوالي 30 شخصا، 18 منهم رهن الاعتقال، و 12 شخصا في إطار السراح المؤقت (الصباح), لكن يبقى "للمعتصم" النصيب الأكبر ليس باعتباره رئيسا لمقاطعة تابريكت أو نائب العمدة (نور الدين الأزرق) فحسب، بل بالنظر لمكانة الرجل كعضو بالأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية، هذا الأخير الذي ما فتئ مؤخرا يرفع شعار "الطهرانية" و "نظافة الذمم" و "صفاء أيادي مرشحيه" و "عفة أخلاقهم" لضرب خصومه من "الأشباح" الذين يُدبرون المكائد و يُحيكون المؤامرات -حسب تلميحات أمينهم- (التجديد) الذي اعتبر اعتقال "المعتصم" مثل اعتقال نوبير الأموي في بداية التسعينات (...) و بالتالي قرر الدخول في ممارسة احتجاجية أساءت إحداها بإجماع المتتبعين و الملاحظين و المضطلعين على حجم ملف "المعتصم" لصورة المؤسسة التشريعية والاحترام الواجب لها، و خاصة أن دور البرلماني هو إصدار قوانين لحماية الحريات، وليس رفع لافتات بها شعارات (إدريس لشكر - الصباح) و ذلك بعد إقدام الفريق النيابي للعدالة و التنمية خلال جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب على رفع يافطات تضم شعارات و صور أحد المواطنين -المعتصم- الذي يُعتبر في نظر الحزب فوق مستوى الشبهات و خارج المساءلة، فقط لانه ليس من السهل الافتراء عليه و الجميع يعرف نزاهته، و ما يتعرض له حزب يعد مؤامرة مدبرة من الحزب السلطوي (التجديد) و تردي الاوضاع السياسية بالبلاد (الأسبوع الصحفي)، و وجود تدخلات حاسمة من بعض المتنفذين المناوئين للتحالف المسير بسلا (بن كيران - الصباح). هذا الحزب الذي يعرفه (الجميع) من يريد اسي ابن كيران الاستخفاف بذكائهم، أُسس بعد إثارة الملف (...) و حلول خبراء المفتشية العامة للإدارة الترابية بمدينة سلا لإجراء تفتيش بمقاطعة باب لمريسة بتاريخ 19 يناير 2006 أي قبل ميلاد حزب الأصالة و المعاصرة (...) كما أن فتح الملف "الفضيحة" تم بعدما تقدم السانديك بإقامة سلمى بشكاية مطلع سنة 2010 ضد أحد المقاولين بصفة شخصية و لم تكن ضد أي حزب كان، شانها شأن شكاية تقدم بها طرف أخر "إدريس السنتيسي" العمدة السابق بسلا (...) بالتزامن مع شكاية اخرى تقدم بها منتخبون بسلا من (الاستقلال، الأصالة، و الاحرار) الشيء الذي أفضى إلى إدماج الشكايات من طرف السلطات القضائية (الوطن الآن). و مادامت العبرة بالخواتم (...) ما يهم حاليا هو كون ثوب الطهرانية و العفة الذي حاول بعض المنتمون لحزب العدالة و التنمية خياطته و إلباسه لبعضهم البعض، لم يعط نتائجه المتوقعة لان فضيحة سلا، ميدلت، و مكناس لم تقترن بمنتخب قادم من الاحزاب الإدارية أو السلطوية (لحد الساعة على الأقل)، كما أن الدور الذي أراد الحزب تقمصه لمحاكاة ذات التوجه بتركيا سيبقى بعيد المنال لكون المصباح هناك لم يصل للإشعاع و النضج السياسي الذي يجني ثماره الآن بتكرار نفس الخطاب المأساوي الذي لا يتورع في تصنيف السياسيين إلى "مسلم" و "بوانضي" هذا الاخير الذي رحب به في الحزب على حد قول بن كيران قبل انتخابات 2009 "الوطن غفور رحيم"، لكن بتصنيف السياسيين إلى صنف يحاول جر تركيا لمنافسة الدولة المتقدمة و صنف يعمل على إبقاء تركيا في ذيل دول العالم الثالث (...) على ضوء ما سبق و في ظل البيانات التضامنية الصادرة عن المكاتب الإقليمية بالجهة، يتساءل المتتبع هل حقا كلكم "معتصم"...و هل معني هذا أنكم كلكم مفسدون؟ إن كان الامر كذلك، كان الله في عون المواطن....