د. حميد لشهب، النمسا: تعد ثانوية مطماطة من الثانويات النموذجية في عرفي بالمغرب، لما عايشته عن كثب من خلال زياراتي المتعددة لهذه القرية الوديعة. مردودية تلاميذها و تلميذاتها ذات مستوى جيد جدا، و لا يرجع هذا في اعتقدادي لرغبتهم في التحصيل و الجد فقط، بل لالتزام الطاقم التربوي و الإداري بتوفير مناخ تحصيل يشجع من يريد على شق طريقه في مشواره الدراسي. ما حصل في الأيام القليلة الماضية من بلبلة مصدرها أستاذ غير نموذجي، ليس فقط في تعامله الإنساني مع زملائه و تلامذته، بل في نقص في فهمه البيداغوجي لمهمته، يؤطر في باب اللامسؤولية المهنية. فكيف يعقل أن يتغيب موظف عن عمله دون أية مبررات و يحرم التلاميذ من حصص المادة التي يدرسها؟ ألا يعد هذا نهبا، ليس فقط للمال العام، بل لحق الناشئة في التكوين؟ كيف لو سلك كل موظف هكذا، لا لشيئ إلا لأنه غير متفق مع السياسة المتبعة في البلد؟ و كيف حتى لنقابة "مسؤولة" أن تتضامن مع شخص يهدم أكثر مما يبني؟ أيعقل أن تستغل نقابة ما بعض التلاميذ الأبرياء لتنظيم "مظاهرة" ضد مؤسسة تعليمية كاملة، همها الأساسي هو التلميذ؟ كمتخصص سيكو بيداغوجي منحدر من مطماطة أرفض رفضا تاما محاولة المرء تلقين أبنائنا خلق البلبلة من أجل محاولة الحصول على الحق في الظلم: تقاضي أجر دون تقديم أية خدمة و محاولة التهرب من تحمل العواقب القانونية لسلوك مهني غير سوي. أرفض بكل قوة استعمال التلاميذ في مشاكل شخصية و أحثهم على وعي هذا و عدم معايدة السقوط فيه من طرف أي كان، و ليكن هدفهم الأول و الأخير هو التحصيل و التحصيل فقط، لأنه السبيل الأوحد لبناء مستقبل مرض. و أثمن كل المجهودات المشكورين عليها للكثير من المسؤولات و المسؤولين البيداغوجيين بهذه المؤسسة و أنا على وعي تام بالظروف المادية و المعنوية الصعبة لقرية "مهمشة" كمطماطة. فالأنشطة التربوية الموازية، التي تنظم خارخ أوقات العمل، و يضحي فيها الكثيرون بوقتهم هي العربون على الوعي الحاد لأستاذات و أساتذة و إدارة هذه المؤسسة بمهمتهم التربوية و الإنسانية اتجاه ضميرهم أولا و تلامذتهم ثانيا. لذا، أقف إجلالا لهم و أتمنى من كل الأعماق أن يستمروا في مزاولة مهامهم بهذه الروح المسؤولة العالية.