نظمت اليوم الأحد بطنجة، مسيرة للمجتمع المدني من أجل البيئة، وذلك عشية انطلاق أشغال مؤتمر الأطراف المتوسطي حول المناخ "ميد كوب المناخ". وتحت شعار "جميعا من أجل بيئة سليمة وعدالة مناخية"، لبى الآلاف نداء مجموعة من جمعيات المجتمع المدني على المستوى المحلي والوطني والدولي، مطالبين بالتدخل الفوري أجل اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمواجهة التغيرات المناخية والتخفيف من انعكاساتها السلبية عبر إبداع حلول مبتكرة لصالح التنمية المستدامة. ورفع المشاركون في هذه المسيرة، التي جابت وسط مدينة طنجة انطلاقا من ساحة الكويت (قرب مسجد محمد الخامس) ومرت بشارع باريس نحو ساحة مولاي عبد العزيز (بمحاذاة مسجد بدر)، مجموعة من الشعارات من بينها "حافظوا على الكرة الأرضية" و"العدالة المناخية" و"حافظوا على مواردنا البحرية والغابوية والمائية من أجل تنمية مستدامة"، و"سنوا قوانين تحافظ على البيئة" و"أدمجوا البعد البيئي في السياسات العمومية". وشارك في هذه المسيرة، على الخصوص، رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، وجمعيات تنتمي لمختلف جهات المملكة، ولاسيما جهة طنجةتطوانالحسيمة. وقال منسق قطب المجتمع المدني بلجنة قيادة "ميد كوب المناخ"، ربيع الخمليشي، في تصريح لوكالة المغرب العربي بالمناسبة، إن هذه المسيرة تروم إسماع صوت المجتمع المدني بخصوص الحاجة الملحة للمحافظة على البيئة وضمان العدالة المناخية وتظافر جهود جميع المشاركين في "ميد كوب المناخ" من أجل مواجهة التغيرات المناخية في حوض البحر الأبيض المتوسط، التي تعد إحدى المناطق الأكثر عرضة للاضطرابات المناخية. وأضاف أن هذه المسيرة جاءت كذلك للتنديد بالسياسات الصناعية المضرة بالبيئة ومستقبل البشرية، والمطالبة بإدماج البعد البيئي في بلورة السياسات العمومية، وإرساء قوانين تفرض احترام البيئة، معربا عن ارتياحه للتجاوب الكبير للمجتمع المدني الذي يعكس التزامه القوي من أجل الدفاع عن البيئة والانخراط في الجهود الدولية في هذا المجال. من جهته، أكد المنسق العام للمسيرة، السيد محمد العربي العشيري، أن هذه المسيرة تندرج في إطار جهود تحسيس وتعبئة المواطنين بشأن قضايا البيئة، وحث المسؤولين على إدماج البعد البيئي في تنفيذ المخططات والبرامج على المستويات المحلية والوطنية. وأفاد السيد العربي العشيري كذلك بأن حوالي ثلاثة آلاف شخص شاركوا في هذه المسيرة. وتنطلق غدا الاثنين بطنجة، أشغال النسخة الثانية من مؤتمر الأطراف المتوسطي حول المناخ بمشاركة نحو ألفي مسؤول وفاعل ترابي واقتصادي بالمنطقة المتوسطية. ويأتي هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف مجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، في سياق استعدادات المملكة لاحتضان النسخة الثانية والعشرين لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية (كوب 22) شهر نونبر القادم بمراكش. ويروم "ميد كوب المناخ" التعبير عن صوت المنطقة المتوسطية الكبيرة وخصوصيتها، التي أصبحت تعتبر على نحو متزايد "محورا مناخيا"، وإدراج هذا الصوت ضمن أجندة الحلول، مع العمل على ربط تطوير أهداف التنمية المستدامة بتثمين المبادرات المحلية الجيدة. كما يشكل هذا المؤتمر أيضا فرصة لتسليط الضوء على التجربة المغربية في مجال التنمية المستدامة، سواء على مستوى الاختيارات الكبرى في مجال السياسات العمومية أو على مستوى التجارب الناجحة في مجال النجاعة الطاقية أو الحفاظ على الحميلات البيئية الهشة (مناطق الواحات والمناطق الرطبة)، أو على مستوى الطاقات البديلة من خلال المخطط الوطني لتطوير الطاقة الشمسية". ويتضمن برنامج هاته التظاهرة البيئية المتوسطية، التي تمتد على مدى يومين، تنظيم ست مناظرات كبرى، وعشر ورشات عمل، فضلا عن العديد من الأحداث الكبرى والتظاهرات الموازية.