لازالت المنازل الآيلة للسقوط بالحي الجديد "كاساباراطا"، على نفس حالها، دون أي بادرة تؤشر إلى بدء أشغال الإصلاح التي وعد بها المسؤولون سكان هذه المنازل. وقد كان سكان هذه المنازل قد أخلوا منازلهم منذ شهر شتمبر الفارط ، وعانوا من التشرد و العناء الشديدين، حيث قطن بعضهم مؤقتا مع عائلاتهم في حين تعمل الباقون عبء ثمن الكراء، آملين أن يتم الإصلاح في أقرب وقت. لكنهم عانوا أكثر بعد ذلك من تماطل المسؤولين الشديد ووعودهم التي لا تنفذ، رغم الشكايات المتعددة التي وجهت إلى عمدة المدينة و ووالي جهة طنجة تطوان. وكذا المقالات التي تم نشرها بعدد من المنابر الإعلامية المحلية والوطنية، إضافة إلى الاجتماعات المتكررة مع المختصين والمتابعين للملف. آخر الوعود التي تلقاها السكان هو أنه، و باتفاق مع السلطات المختصة، ستبدأ شركة خاصة بعملية الإصلاح . لكن هذا الوعد الذي مضى عليه لحد الآن شهران كاملان، لازال يراوح مكانه كما حدث مع الوعود الأخرى. وعلى ما يبدو، فإن المسؤولين سيكون عليهم أن يتعاملوا مع الوضع الجديد و الذي سيتمثل في عودة سكان المنازل إلى منازلهم على حالها أيا كانت النتائج. حيث أخبرنا جل السكان أنهم سيعودون إلى منازلهم وهي في وضعها الحالي، فهم يفضلون الموت في منازلهم على أن يبقوا مشردين في كل مكان دون أي ذنب اقترفوه. علما أن شركة الماء والكهرباء "أمانديس" قامت بقطع الماء و الكهرباء عن كل المنازل استعدادا للإصلاح المرتقب والذي لا تبدو ملامحه في الأفق بأي شكل من الأشكال. إلى ذلك، تحول محيط هذه المنازل إلى مأوى للمتسكعين والمتشردين، وتم سرقة العديد من ممتلكات السكان حتى أبسط الأشياء كالشبابيك الحديدة و الواقيات البلاستيكية الخاصة بعدادات الماء والكهرباء. هذا دون الحديث عن الارتباك المروري الشديد الذي نتج عن غلق الطريق المحادي للمنازل في وجه السيارات. تبقى الإشارة أخيرا، إلى أن الوضعية الإنسانية لسكان هذه المنازل قد بلغت حدا مأساويا يصعب تخيله، و تحولت مسألة الإفراغ المؤقت إلى تهجير شبه دائم. و الحل الذي اتخذوه بالعودة إلى منازلهم هو آخر الحلول المتبقية كي ينعموا بمنازلهم التي حرموا منها، ولو كان هذا آخر ما يقومون به في حياتهم.