مرت لحد الآن ستة شهور بالتمام والكمال منذ بدء مشكل منازل كاساباراطا المتداعية و المعرضة للانهيار. ولقد سبق لي أن كتبت حول الموضوع و بنفس هذا المنبر عتابا لطيفا للمسؤولين طالبا منهم التدخل في أقرب الآجال لإنهاء هذه المصيبة التي حلت بسكان المنازل الثمانية. و قد تحركت السلطات بالفعل، و كان لنا اجتماع مع عمدة المدينة، تلاه بدء المختبر العمومي للتجارب والدراسات في أشغال تحديد على تلك الشقوق. ثم و بعيْد أسابيع، وبعد ظهور نتائج المختبر، كان لنا اجتماع مع أحد نواب العمدة و قائد المنطقة نتج عنه اتفاق مع السكان، وأنا واحد منهم، على أن يتم تقوية الأساسات و هدم الطابق الأعلى بالنسبة للمنازل التي تجاوزت طابقين. كل هذه المراحل تمت فعلا، و هو أمر نشكر من أجله كل مسؤول قام بدوره فيه، و لا ننسى أيضا المتابعة المسؤولة للسيد والي جهة طنجة تطوان للموضوع، حيث تصلنا دائما أخبار أنه لا يكف يحث المسؤولين عن الموضوع ببذل قصارى جهدهم لحله. لكن المشكلة كانت – و لا تزال- هي بطء التحرك، و هو الأمر الذي يرزأ به كاهل السكان الذين يكترون بسومات كرائية باهظة جدا، وهم لم يتعودوا على ذلك. إضافة إلى ظروف إنسانية أخرى تجعل التعجل في الأمر من الضروريات فعلا ولا مجال لأي تأخير أيا كان نوعه. فيكفي أن نعلم أن أحد الأسر قد ازداد لها طفل في ظروف عصيبة جدا أثناء هذه الفترة، كما أن هناك أرملة تعاني الأمرين ، أضف إلى هذا توقف مخدع هاتفي عمومي عن العمل، و هو يعود لمجاز معطل. دون أن ننسى باقي الأسر التي تفرقت في منازل مكتراة كما قلنا آنفا، و بأثمان جد مرتفعة. هؤلاء السكان الذين تعاملوا بمسؤولية كبيرة جدا واستجابوا على وجه السرعة لكل مطالب المسؤولين، بدءا بعملية الإفراغ وانتهاء بالموافقة على الحل المقترح منذ أول عرض له من طرف الجهة المختصة. الآن، وبعد أن تم الاتفاق كما ذكرنا على أن يتم الإصلاح منذ شهر ونيف، لازال السكان ينتظرون أن تبتدئ الأشغال الترميمية، كي يطمئنوا على أن حل المشكل قد أزف. وهو الأمر الذي لازال لم يحصل بعد. إلى جانب كل هذا، قامت شركة أمانديس بقطع الكهرباء و الماء عن المنازل في بادرة لم نفهمها جيدا ونرجو من مسؤولي الشركة أن يوضحوا لنا سبب هذا التصرف، خصوصا أن الأشغال لم تبدأ بعد، و أن سكان هذه المنازل لازالوا يزورونها من حين لآخر للاطمئنان على ما بقي من أملاك و على حالة المنازل العامة. تجدر الإشارة أخيرا إلى أن حالة المنازل و الحي إجمالا أصبحت في حالة مزرية و أصبح أحد دروبها مأوى للمتشردين، و هو أمر يزيد من تخوف السكان على بيوتهم. كما أن عرقلة حركة السير التي أحدثها وضع الحواجز الحديدة في الطريق، تنضاف كمشكلة أخرى إلى هذه الوضعية التي أقل ما يقال عنها أنها غير إنسانية. أخيرا، أتوجه بطلبي إلى السيد والي جهة طنجة تطوان، بأن يسرع عملية الإصلاح هذه وأن يواصل متابعة الملف بما عرف عليه من جدية وصرامة. ونحن – كسكان – سنواصل من جهتنا التعاون قدر الاستطاعة ، وبكل وعي ومسؤولية، مع القرارات التي يتم اتخاذها، فهمّ كل السكان الأول و الأخير هو العودة إلى منازلهم في أقرب الآجال. لا أقل و لا أكثر. عبد الواحد الستيتو: - عضو اتحاد كتاب المغرب - عضو اتحاد كتاب الإنترنت العرب - مدير جريدة طنجة نت - عضو هيئة تحرير جريدة "أحداث البوغاز"