- محمد كويمن / الأحداث المغربية ظل منذ حوالي خمس سنوات وهو يمارس هوايته المفضلة، حين كان يصطاد في كل مرة "زبنائه"، الذين يتواصل معهم عبر الأنترنيت، دون أن يفارقه حاسوبه، رأسماله في تنفيذ عمليات النصب والاحتيال، بعدما استطاع بعبقريته كشف خبايا رموز الشبكات الأنظمة المعلوماتية، ليتجاوز الحدود الجغرافية في استقطاب ضحاياه، الذين كانوا يترقبون حصولهم على هدايا قبل أن يجدوا أنفسهم في شباك لعبة السرقة بالشبكة العنكبوتية. الشاب المغربي، 25 سنة، الذي أوقفته شرطة طنجة نهاية الأسبوع المنصرم، لم يكن خبيرا في مجال المعلوميات أو خريج معاهد التكنولوجيا الحديثة، بعدما كشف البحث بأن هذا الشخص المعني بعمليات النصب، التي استهدفت زبناء شركة سعودية للتجارة الإلكترونية، حين تمكن من اختراق نظامها المعلوماتي، انقطع عن الدراسة في المستوى الإعدادي، والتحق بالتكوين المهني، ثم انتقل للعمل في الاتجار بالسلع المهربة القادمة من سبتة، دون أن يخفي اهتمامه الكبير بالمعلوميات، كما تبين من خلال طبيعة العملية التي نفذها من طنجة في استقطاب ضحايا من دول الخليج. الشخص الموقوف كان يتواصل مع زبناء الشركة السعودية من خلال انتحاله صفة ممثلها التجاري، واستطاع من خلال تواصله معهم بعد تمكنه من اختراق النظام المعلوماتي للشركة، أن يوهم عدد منهم بأنهم ربحوا جوائز عبارة إما عن حواسيب وهواتف متطورة أو رحلات سفر، باعتبار أنهم نجحوا في تحقيق رقم معاملات جيد مع الشركة. لكن للحصول على هذه الهدايا الوهمية، كان المعني بالأمر يطلب من " ضحاياه " دفع بعض الرسومات من أجل التوصل بجوائزهم، تترواح قيمتها ما بين ألفي و11 ألف ريال سعودي، وهي المبالغ التي كان يتوصل بها عبر وكالة لتحويل الأموال، قبل أن يفتضح أمره، حين ظل ينتظر " الضحايا " جوائزهم دون جدوى، لتكتشف الشركة بعد ذلك مصدر هذا الاختراق وتتقدم بشكاية في الموضوع لحماية سمعتها بعد إشعار السلطات المغربية. البحث الذي باشرته فرقة مكافحة الجريمة المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن طنجة، كشف عن قيام هذا الشاب بالنصب على سبعة ضحايا يتواجدون بكل من السعودية وقطر والإمارات، كما تبين من خلال الاطلاع على كشوفات التحويلات التي توصل بها من الخارج طيلة الفترة الأخيرة، استلامه حوالي 26 حوالة مالية بمبالغ مختلفة، حيث استطاع منذ سنة 2009 إسقاط مجموعة من الضحايا الطامعين في الحصول على جوائز في شباكه، قبل أن يسقط في قبضة أمن طنجة ويتم تقديمه للقضاء لمواجهة تهمة النصب والاحتيال عن طريق الأنترنيت المنسوبة إليه.