بعد أزيد من ثلاثة أشهر من التوقف والجمود الذي فرضته جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وأصاب الرياضة في المغرب كما العالم بشلل تام، بدأت الدراجة الوطنية تستعد للدوران من جديد، بعد الإعلان عن عودة الأنشطة الرياضية تدريجيا. إعلانات وبقرار السلطات المعنية السماح للجمعيات والأندية الرياضية بمعاودة أنشطتها اعتبارا من 24 يونيو المنصرم، بدأت دواليب وعجلات "الأميرة الصغيرة" تحن من جديد إلى الطرقات الإسفلتية والمنعرجات والمرتفعات، التي مازالت شاهدة على الأمجاد والأسماء التي ميزت الدراجة الوطنية منذ سنين عديدة. ويترقب الدراجون المغاربة العودة إلى السباقات سواء منها على الطريق أو داخل الحلبات المتوقفة منذ مارس الماضي، على أن يكون الرجوع حذرا وتدريجيا مع الالتزام بالتدابير الوقائية باعتبار أن صحة الممارسين والأطر التقنية تبقى من الأولويات. وحتى يكون استئناف أنشطة الدراجة في جميع اختصاصاتها آمنا، سطرت الجامعة الملكية المغربية للعبة برنامجا رياضيا يرتكز بالأساس وفي إطار التدابير الاحترازية تفاديا لتفشي الفيروس، على الحفاظ ما أمكن على التباعد الاجتماعي بين الممارسين والتدريب عبر مجموعات صغيرة لا تزيد عن عشرة دراجين في مرحلة أولى. إعلانات ولئن كانت الجائحة فرضت على الدراجين مواصلة تداريبهم بمنازلهم بعد فرض الحجر الصحي، فإن الجامعة سهرت على حفاظهم على لياقتهم البدنية ما أمكن من خلال متابعتهم عن بعد وتنظيم سباقات افتراضية، في أفق العودة بشكل أفضل للمنافسات الوطنية والقارية والدولية، خاصة أن الدراجة الوطنية ضمنت وللمرة الثالثة تأهلها إلى الألعاب الأولمبية. وقالت السيدة حليمة براد، نائبة رئيس نادي العجلة الذهبية بالمحمدية، إن العودة إلى التداريب في الهواء الطلق بعد توقف لأزيد من ثلاثة أشهر قوبلت بفرحة كبيرة من لدن الدراجين بمختلف فئاتهم والصغار منهم على الخصوص. وأضافت براد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الأطر التقنية للنادي واكبت طوال هذه المدة الدراجين وكانت تحثهم باستمرار على مواصلة تداريبهم بمنازلهم بواسطة آلة "مدرب المنزل " التي تمنح الدراج إمكانية قطع مسافات من داخل المنزل في ظل استحالة قطعها على الطرقات بسبب التدابير الاحترازية الصحية. وأوضحت أن جل الممارسين من المنخرطين بالنادي أبانوا عن انخراطهم التام في البرامج التدريبية التي سطرها المدربون والتي اعتمدت على تمارين للياقة البدنية، فضلا عن الدروس النظرية التي تهم الجانب التقني. كما شارك دراجو النخبة بالنادي في السباقات الافتراضية على الطريق التي نظمتها الجامعة الملكية المغربية بشراكة مع الاتحاد الدولي للعبة، تطبيقا للإجراءات الوقائية وبمشاركة جميع المتسابقين بمختلف فئاتهم. ولم تغفل الأطر التقنية بالنادي، بحسب المسؤولة، الجانب النفسي للممارسين والذي يضطلع بدور أساسي بعد التداريب في الممارسة الرياضية، حيث دأبت منذ أول يوم من تطبيق الحجر الصحي على التواصل مع الدراجين بغية الرفع من معنوياتهم حتى يتجاوزوا هذه الوضعية الجديدة عليهم. وأشارت السيدة حليمة براد إلى أن المسؤولين على النادي حرصوا على أن تسبق التداريب بشكل طبيعي اختبارات يخضع لها الدراجون لفترة محددة للوقوف على مدى استعدادهم البدني، ومنها تمارين القلب (كارديو) وقياس مستوى الكتلة العضلية خاصة على مستوى الساقين تفاديا للاصابات. وسهر المؤطرون مع بداية التداريب في الهواء الطلق على احترام التدابير الوقائية، التي توصي بها الجهات المعنية، ومنها الحفاظ على مسافة مترين على الأقل بين الدراجين عند التوقف وعدم استعمال التجهيزات من طرف شخصين (الدراجة ،الخوذة الواقية ،القفازات وقارورة المياه)، والاقتصار عند التجمع على 15 شخصا بمن فيهم الأطر التقنية وتغيير الملابس الرياضية في أماكن مفتوحة ووضع الكمامة عند التوقف لتلقي تعليمات المدربين بين كل حصة. وقالت براد "نترقب الآن إصدار الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات برنامج المسابقات التي ستكون محلية في مرحلة أولى ثم جهوية، قبل انطلاق السباقات على المستوى الوطني، وستكون بمثابة مراحل إعدادية للمسابقات الدولية، ومنها الألعاب الأولمبية التي تأهل إليها المغرب". وخلصت إلى أن رهان نادي العجلة الذهبية حاليا هو إنجاح هذه الفترة الأولية من التداريب والإعداد للمرحلة القادمة، خاصة أن النادي يضم في صفوفه أبطالا من المنتخب الوطني كعبد الله لوكيلي الذي شارك في بطولة العالم على الطريق بمدينة بيرغين النرويجية سنة 2017 في فئة الشباب وبطولة إفريقيا السنة ذاتها في مصر وحل خلالها ثالثا، وبطلة المغرب ياسمين بوشيحة.