مع تسجيل تحسن تدريجي للحالة الوبائية لفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” منذ أيام، والسماح باستئناف بعض الأنشطة، تترقب الرياضة الوطنية بدورها العودة تدريجيا للمنافسات وهاجسها الوحيد حماية سلامة وصحة الرياضيين وتفادي الانتكاسة. وفي هذا الصدد، قال رئيس الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات، محمد بلماحي “نترقب كباقي الرياضات الأخرى العودة إلى نشاطنا الرياضي المتوقف منذ مارس الماضي، لكن الرجوع يجب أن يكون حذرا وتدريجيا وبتنسيق تام مع السلطات الإدارية والصحية مع الالتزام بالتدابير الوقائية، وصحة الدراجين والأطر التقنية تبقى من الأولويات”. وذكر، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بأن الجامعة كباقي مكونات الرياضة الوطنية وعموم الشعب المغربي، التزمت منذ الإعلان عن الحجر الصحي في إطار التدابير الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا، التي أثبتت فعاليتها ونجاعتها في التصدي للوباء، وعملت على توقيف جميع أنشطتها الرياضية حفاظا على السلامة الصحية لدراجيها. وأوضح بلماحي ،في هذا الصدد، أن الجامعة سطرت برنامجا رياضيا حتى يكون استئناف الأنشطة في جميع اختصاصات الدراجة آمنا، وذلك من خلال الحفاظ ما أمكن على التباعد الاجتماعي بين الممارسين والتدريب عبر مجموعات صغيرة لا تزيد عن عشرة دراجين في مرحلة أولى. وفي هذا الإطار، أوصت الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات العصب الجهوية التسع، في حال استئناف الأنشطة الرياضية، ببدء التداريب تدريجيا وبصفة فردية، على أن تنطلق السباقات على الطريق بكل جمعية على حدة في أولى المراحل، ثم على مستوى العصب مع الالتزام الصارم بالتدابير الوقائية، ووطنيا كمرحلة ثالثة. ومن بين التدابير الوقائية أيضا الحفاظ على مسافة مترين على الأقل بين الدراجين عند التوقف وعدم استعمال التجهيزات من طرف شخصين (الدراجة، الخوذة الواقية، القفازات وقارورة المياه)، والاقتصار عند التجمع على 15 شخصا بمن فيهم الأطر التقنية مع الحفاظ على التباعد وتغيير الملابس الرياضية في أماكن مفتوحة وخلق لجنة مكلفة بمراقبة احترام إجراءات السلامة. وقال رئيس الجامعة، إنه بدأ أيضا التفكير في تنظيم الدورة ال33 من طواف المغرب التي تم تأجيلها بسبب الوباء، خاصة أن منظمي طواف فرنسا يعتزمون إطلاق دورة هذه السنة، مستدركا أن هذه التظاهرة لا يمكن تحديد موعد لها إلا بعد موافقة السلطات الحكومية وبتشاور مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة واللجنة الوطنية الأولمبية. ومن جهة أخرى، أوضح بلماحي أن الجامعة وللتخفيف من آثار التوقف الاضطراري للمسابقات، النفسية منها والجسمانية، عملت على اعتماد التداريب المنزلية تحت إشراف الأطر الوطنية عبر وسائل التواصل عن بعد، فضلا عن تقديم دروس نظرية حول أساليب التدريب ونصائح للتغذية السليمة أثناء الحجر الصحي . ولم تغفل الجامعة، يضيف المتحدث، الجانب النفسي الذي يلعب دورا مهما في الممارسة الرياضية وتحقيق الإنجازات، حيث دأبت منذ الإعلان عن تطبيق الحجر الصحي بالمملكة على التواصل الدائم بالدراجين بتنسيق مع كافة العصب الجهوية وتوافق تام معها لحثهم على بذل مجهود أكبر للحفاظ على لياقتهم البدنية في أفق العودة بشكل أفضل للمنافسات الوطنية والقارية والدولية، خاصة أن الدراجة الوطنية ضمنت وللمرة الثالثة تأهلها إلى الألعاب الأولمبية. وقال إنه على المستوى الاجتماعي، وبعد مساهمتها في الصندوق الخاص بتدبير جائحة وباء كورونا، أطلقت الجامعة مبادرة اجتماعية تضامنية لفائدة بعض قدماء الدراجين والميكانيكيين التابعين لها من خلال تقديم مساعدات رمزية لهؤلاء، فضلا عن تمكين الدراجين والأطر من مستحقاتهم المالية. أما على المستوى الرياضي، فأشار بلماحي، إلى أن الجامعة نظمت سباقا افتراضيا والذي تزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للدراجة الهوائية المصادف لثالث يونيو من كل سنة بمشاركة 20 دراجا وطنيا إلى جانب متسابقين من أوربا واليابان، وذلك بالتنسيق مع الاتحاد الدولي للدراجات. ودعا في ختام حديثه إلى الالتفات للرياضة بصفة عامة وسباق الدراجات على الخصوص حتى تتجاوز هذه المحنة، وتخرج منها أقوى مما كانت عليه من قبل وتعود إلى المنافسة دوليا وقاريا، باعتبار أن الرياضة تساهم في الحفاظ على الصحة الجسمانية والنفسية للمجتمع قبل أن تكون وسيلة للتنافس أو الترفيه.