قضت المحكمة الابتدائية بطنجة، يوم الجمعة الماضي، بالسجن ست سنوات نافذة في حق ما كان يعرف بالعقل المدبر لعملية تسريب أكبر كمية في تاريخ تهريب المخدرات بالشمال، عبر ميناء طنجة المتوسط، ويتعلق الأمر بالجمركي (م.ع). واستندت المحكمة في حكمها – حسب مصادر صحفية - إلى تسجيلات كاميرات المراقبة، على مستوى ميناء طنجة المتوسط، التي أظهرت المفتش الجمركي وهو يعبد الطريق للشاحنة المحملة ب 32 طنا من المخدرات، دون أن تمر من جهاز "السكانير" إلى أن صعدت إلى الباخرة، ولم تستغرق العملية أكثر من أربع دقائق. يشار إلى أن الجمركي (م.ع)، الذي كان في حالة فرار وتم إيقافه ب "فلاندا"، صدرت في حقه مذكرة بحث دولية بعد أن ورد إسمه في التحقيقات التي باشرتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مع جمركي موقوف على خلفية هذا الملف، الذي أكد أن المعني بالأمر هو العقل المدبر للعملية وأنه كان ينسق بين أصحاب البضاعة الحقيقيين والعناصر التي ستساعد في تسهيل عبور الشاحنة المحملة بالحشيش. وأوضحت مصادر صحفية، أن المتهم، المعروف داخل الميناء المتوسطي ب "العالم"، أظهرت كاميرات المراقبة المتبثة بمنطقة جهاز السكانير تورطه في عملية تسهيل مرور الشاحنة دون إخضاعها للتفتيش، مؤكدة أنه فر إلى خارج أرض الوطن، مباشرة بعد حلول الفرقة الوطنية بالميناء لمباشرة التحقيقات، عبر باب سبتةالمحتلة مستغلا علاقته بعناصر الجمارك بالمعبر، الذين سهلوا عملية مروره قبل أن ينتقل عبر باخرة سريعة من ميناء سبتة الى ميناء الجزيرة الخضراء. وكانت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، التي حلت بالميناء المتوسطي مطلع شهر ماي 2013 للتحقيق بخصوص أطنان المخدرات، قد اعتقلت أربعة عناصر يشتبه في تورطهم في فضيحة مخدرات الجزيرة الخضراء، ويتعلق الأمر بجمركيين وحارسين من الأمن الخاص. يذكر، أن عناصر من الحرس المدني الإسباني، ضبطت، يوم الثلاثاء 30 أبريل 2013، شاحنة قادمة من المغرب محملة بكمية كبيرة من الحشيش، وصل وزنها إلى 32 طن من مخدر الشيرا، في واحدة من أكبر عمليات التهريب والاتجار الدولي في المخدرات.