قال مدير مركز الاستثمار بالحسيمة، السيد محمد أزرقان، إن إقليمالحسيمة يتوفر على مؤهلات كبيرة وواعدة تؤهله للتموقع كوجهة سياحية بارزة على المستوى الوطني وفي الفضاء المتوسطي. وأضاف السيد أزرقان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإقليم يزخر بمؤهلات سياحية عديدة بالنظر لتوفره على مجال طبيعي متنوع يمزج بين المجال البحري والغابوي والجبلي، بالإضافة إلى العديد من المعالم الثقافية والمآثر التاريخية المتنوعة كمدينة المزمة التاريخية والموقع الأركيولوجي بادس. وأشار إلى أنه تم اتخاذ العديد من الإجراءات لدعم القطاع السياحي بالإقليم، ضمنها إعادة بناء المركب السياحي لكيمادو وتأهيل المجال المحيط به، وإحياء فندق محمد الخامس وإعادة ترميمه وإعطائه أدوارا جديدة، وإنجاز مشروع كبير مندمج سياحي وعقاري بمنطقة السواني يقع على مساحة 67 هكتار ويتضمن مكونات سياحية كبرى ضمنها فندق من صنف أربعة نجوم قيد التشغيل حاليا، وقرية سياحية بلغت نسبة تقدم أشغال إنجازها نحو 85 في المائة، ستسهم في تعزيز البنية التحتية السياحية للمدينة وتنويع المنتوج السياحي بالإقليم. وتابع أن مركز الاستثمار يبذل جهودا كبيرة، بشراكة مع عمالة الإقليم والمندوبية الإقليمية لوزارة السياحة وشركاء آخرين، لتأهيل المنتوج السياحي للإقليم والنهوض بالبنيات السياحية ومؤسسات الإيواء السياحي بالإقليم والرفع من جودتها ومستوى خدماتها، والنهوض بوحدات الإطعام وتطويرها. واستعرض الجهود المبذولة بمعية عدد من الشركاء والفاعلين، من بينهم المكتب الوطني المغربي للسياحة وعدد من وكالات الأسفار والمنعشين السياحيين، لدعم التنشيط السياحي للإقليم عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات من بينها تطوير السياحة الإيكولوجية بإنجاز متحف إيكولوجي بغاية بوجيبار لإطلاع السياح والزوار على المؤهلات الطبيعية والغابوية والبيئية لإقليمالحسيمة، وتقريبهم من خصائص المدينة ومؤهلاتها باعتماد وسائط رقمية جديدة ومتطورة، ومتحف آخر بحري يروم التعريف بالخصائص البحرية للإقليم. وأبرز المسؤول ذاته أنه يتم، في سياق تعزيز الجاذبية السياحية للإقليم، ترميم مجموعة من المآثر التاريخية، حيث تمت عملية ترميم وتهيئة عدد من المآثر التاريخية كقلعة الطوريس بمنطقة بني بوفراح، كما تجري أشغال ترميم موقع المزمة بجماعة أجدير وقصبة أربعاء تاوريرت، وقصبة سنادة في بني بوفراح، وموقع باديس التاريخي والأثري. وبالموازاة مع ذلك، يضيف المسؤول، يتم الاشتغال على قدم وساق لتعزيز الربط البحري والجوي لإقليمالحسيمة بوجهات أخرى، حيث تم في هذا الإطار عقد لقاءات مع فاعلين دوليين في مجال النقل الجوي لإضافة خطوط جوية جديدة في اتجاه كل من هولندا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا، وينتظر أن يتم قبل متم السنة الجارية توقيع عقد برنامج مع مجموعة من الفاعلين وتحديد الوجهات الجديدة التي سيتم ربطها بإقليمالحسيمة. من جهة أخرى، أوضح السيد أزرقان أنه بالنظر للأهمية التي يكتسيها قطاع الصيد البحري بالإقليم باعتباره يستقطب استثمارات مهمة جدا ويساهم في إنتاج الثروة وخلق فرص الشغل، حظي القطاع بأهمية كبيرة وبذلت في السنتين الأخيرتين جهود حثيثة لتنميته وتحديثه من خلال إضافة أنشطة جديدة تتعلق بتربية المحار والأحياء المائية. وسجل أن هذا القطاع يوفر فرصا واعدة للاستثمار سواء في ما يتعلق بتجديد وتحديث الأسطول البحري أو تثمين المنتوجات البحرية أو إنتاج الثلج وصناعة معدات وآليات تبريد المنتوجات البحرية، على اعتبار أن الحسيمة لا تتوفر على وحدات لتثمين المنتوج البحري، مبرزا الاهتمام المتزايد للمستثمرين بإنتاج الحاويات الصديقة للبيئة المتناسبة والمعايير التي حددتها وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. وأبرز أن إقليمالحسيمة يفرض نفسه حاليا كمنصة متميزة للصناعات الغذائية حيث توجد به العديد من الوحدات الصناعية الكبرى في قطاعات صناعة الحلويات والصناعات الغذائية، التي تصدر منتجاتها على المستويين الجهوي والوطني وكذا على الصعيد الدولي، لاسيما نحو إفريقيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط، مسجلا في السياق ذاته أن المقاولات المحلية راكمت بدورها خبرة وتجربة كبيرة في هذا المجال. وسجل أنه تم، خلال سنة 2009، إنشاء منطقة الأنشطة الصناعية لآيت قمرة على مساحة تفوق 41 هكتار، على بعد 16 كلم من مدينة الحسيمة، للتخفيف من حدة المشاكل التي يعرفها المستثمرون في مجال العقار المعد للاستثمار من خلال خلق فضاء ملائم لاحتضان مشاريعهم وفق المواصفات والمعايير المطلوبة، وتوفير فرص الشغل وتثمين الموارد والمنتوجات المحلية. وأشار إلى إحداث منطقة صناعية أخرى بإمزورن تم بها إنجاز العديد من المشاريع الهامة في عدة مجالات حيوية وهامة، وإحداث وحدات صناعية متنوعة توفر العديد من مناصب الشغل المباشرة وغير المباشرة. وأبرز أن الإقليم أضحى، خلال السنتين الأخيرتين، منصة متميزة للاستثمار في عدد من المهن الجديد كقطاع ترحيل الخدمات الذي يوفر العديد من مناصب الشغل، بفضل وجود المؤهلات البشرية اللازمة وتواجد مؤسسات للتكوين العالي والمتوسط، سواء التابعة للتكوين المهني أو عدد من المؤسسات الجامعية كالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية وكلية العلوم والتقنيات. واعتبر أن هذا القطاع الواعد سيسهم، من دون شك، في تعزيز قدرات الموارد البشرية بالحسيمة وتعزيز تموقع الإقليم كمنصة واعدة ومتميزة للاستثمار في هذا القطاع الجديد.