ميشيل هوبينك- إذاعة هولندا العالمية * المسلمون في هولندا يصبحون اكثر تدينا. هذا ما استنتجه العديد من الصحفيين من التقرير الذي صدر حديثا عن مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي، وهو مكتب دراسات تمولع الدولة الهولندية لمساعدة السلات لوضع الخطط والسياسات في المجالات الاجتماعية والثقافية. لكن وفقا لاثنين من الخبراء إن هذا استنتاج متسرع جدا. امر واحد مؤكد وهو: ارتفاع عدد المسلمين الهولنديين من الجيل الثاني الذين يزورون المساجد في السنوات الاخيرة، وبشكل لافت للنظر، في اوساط المغاربة. في عام 1998 كانت نسبة الذين يذهبون الى المساجد اسبوعيا واحد من اصل عشرة مغاربة ولدوا في هولندا. وفي العام الماضي ارتفع العدد ليصل الى واحد من اصل ثلاثة اشخاص. يوجد في هولندا 825 الف شخص مسلم معظمهم من اصول تركية ومغربية. قام باحثان من مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي العام الماضي بطرح الاسئلة على عدد كبير من المسلمين الهولنديين حول تطبيقهم لمعتقداتهم الدينية وسلوكهم الديني. في دراسة سابقة في عام 2004 استنتج مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي ان هناك اتجاه طفيف نحو العلمنة. لكن الآن ووفقا للباحثين هناك القليل من المؤشرات على ان هذا الاتجاه استمر وان المسلمين الهولنديين اصبحوا اقل تدينا. اكثر من 95% من الاتراك والمغاربة في هولندا يعتبرون انفسهم مسلمين. ووفقا للباحثين ان المسلمين الذين يولون اهمية اكبر للعقيدة يشعرون بارتباط اقوى مع البلد المنشأ وارتباط اقل مع هولندا. اللافت ايضا في هذه الدراسة هو الفرق الكبير بين المسلمين من الاتراك والمغاربة. إذ إن واحدا من اصل 5 اتراك يقول انه لا يطبق تعاليم دينه، بينما غالبية المغاربة يقومون بذلك. يذهب المغاربة بشكل اكثر الى المسجد، يصلون اكثر، ويصومون شهر رمضان، وترتدي نسبة اكبر من النساء المغربيات الحجاب. بصورة عامة يبدي المسلمون من ذوي التعليم العالي اهتماما اقل بالدين، لكن يشكل المتعلمون من المغاربة استثناء آخر: فهم تحديدا اكثر اهتماما بالدين، يبحثون عن معلومات عبر الانترنت ويتحدثون بكثرة عنه. لا يحبذ معظم المسلمين الهولنديين فكرة زواج اولادهم من شريك غير مسلم. كما يفضل الشباب المسلم الزواج من شريك او شريكة مسلمة من نفس الخلفية العرقية، ومولود في هولندا. استنتج العديد من الاشخاص في هولندا من التقرير الصادر عن مكتب التخطيط الاجتماعي والثقافي ان المسلمين الهولنديين اصبحوا اكثر تدينا. لكن الباحث مارتين دي كونينغ من جامعة ناميخن احتج على هذا الاستنتاج على موقعه الالكتروني. ما يقوم به المسلمون من الجيل الثاني برأيه هو تجربة اشكال من الايمان مختلفة عن ما يطبقه الاهل. يقول "السؤال هو ما اذا كان هذا الجيل متدينا حقا، ام ان الامر لا يتعدى مسالة تطبيق نوعين مختلفين من انماط الايمان". يوافقه هذا الرأي عالم الانثروبولوجيا دان بيكرز من جامعة فري يونيفرسيتي في امستردام. علاوة على ذلك، فقد كتب في مقال رأي في صحيفةيومية انه من السهولة الافتراض ان ما يسمى زيادة بالتدين لدى المسلمين الهولنديين امر يتعارض مع اندماجهم في المجتمع الهولندي. "هذا الرأي ليس صائباً، إذ ليس هناك من عائق يمنع ان يكون المرء مسلما وهولنديا".