نظمت نقابة الشرفاء العلميين ومشيخة الطريقة المشيشية الشاذلية، أمس الأحد بإقليمالعرائش، حفلا وطنيا دينيا بمناسبة الذكرى ال 19 لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، على عرش أسلافه الميامين. وانطلق الحفل الديني، الذي احتضنه ضريح مولاي عبد السلام بنمشيش في جبل العلم بإقليمالعرائش، بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وترديد "الصلاة المشيشية" وقراءة اللطيف والدعاء لأمير المؤمنين، حامي حمى الملة والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالحفظ والعز والتمكين. وتيمز الحفل بحضور نقيب الشرفاء العلميين، الأستاذ عبد الهادي بركة، وعامل إقليمالعرائش، المصطفى النوحي، والأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، الدكتور محمد يسف، وعدد من رؤساء المجالس العلمية المحلية، وثلة من علماء الأمة وشرفائها ومحبي ومريدي شيوخ الطرق الصوفية، إلى جانب شخصيات مدنية وعسكرية، وزوار مقام القطب الكبير المولى عبد السلام بن مشيش. بهذه المناسبة، أشار نقيب الشرفاء العلميين وشيخ الطريقة المشيشية الشاذلية، عبد الهادي بركة، إلى أن احتفال المغاربة قاطبة بعيد العرش المجيد يعد بمثابة عربون محبة وولاء لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، معتبرا أنها مناسبة كريمة لتجديد العهد والبيعة بين الشعب المغربي والعرش العلوي المجيد. كما تميز هذا الحفل بتنظيم ندوة علمية تحت عنوان "المدرسة المشيشية الشاذلية وخدمة الثوابت الوطنية : إمارة المؤمنين نموذجا"، تطرق خلالها المشاركون إلى مفهوم البيعة والميثاق والعهد في الفكر الصوفي المغربي عند الإمامين المولى عبد السلام ابن مشيش وتلميذه الحسن الشاذلي. وأبرز المتدخلون أن مفهوم البيعة ارتبط بحفظ الأبدان والأرواح والأذهان وإرساء قيم السلم والأمان وبث روح الوحدة الوطنية تحت القيادة الرشيدة لإمارة المؤمنين، التي تتوفر على أصل وسند وامتداد راسخ في الوجدان المغربي. كما ذكر المشاركون بأن المدرسة المشيشية الشاذلية تعتبر نموذجا مستمرا على مدى عقود لترسيخ هذه القيم الوطنية وتجذيرها في وجدان الشعب المغربي، وتوطيد تعلق قلوب المغاربة بمحبة الوطن وتمسكهم بالثوابت الوطنية والدينية، وفي مقدمتها إمارة المؤمنين والعقيدة الأشعرية وفقه الإمام مالك وتصوف الجنيد السالك. وبهذه المناسبة، رفعت أكف الضراعة إلى العلي القدير بأن يحفظ أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويمده بالنصر والتمكين، وأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة. كما ابتهلوا إلى العلي القدير أن يمطر شآبيب الرحمة والرضوان على جلالتي المغفور لهما الحسن الثاني ومحمد الخامس، وأن يسكنهما فسيح الجنان في أعلى عليين مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين.