انطلقت أمس الاثنين فعاليات الدورة العاشرة للجامعة الصيفية التي تنظمها الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، بشراكة مع مجلس جهة طنجة – تطوان – الحسيمة وجامعة عبد المالك السعدي، لفائدة 120 شابا من مغاربة العالم. وأكد الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عبد الكريم بنعتيق، أن شباب مغاربة العالم صار "القوة الصاعدة التي نجحت في مجتمع الاستقبال"، مبرزا أن النتائج المحققة في العديد من البلدان تثبت أن هؤلاء الشباب "نجحوا في مسارهم التعليمي، ووصلوا إلى مواقع المسؤولية، سواء المؤسساتية أو المقاولاتية". واعتبر أن تنظيم هذه الجامعات الصيفية يسعى إلى ترسيخ "تمسك الشباب بوطنهم الأم، وتعريفهم بالمنجزات التي حققها المغرب، وحثهم على الانخراط في المشروع المجتمعي الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس لوضع المغرب في مصاف الدول الكبرى"، مبرزا أن الجامعة ستطلع هؤلاء الشباب، الذين ولدوا وكبروا في ديار المهجر، بالتحولات التي شهدتها المملكة، سواء ما يتعلق بالبنيات التحتية والمشاريع الاقتصادية أو سياسة الانفتاح والوسطية والاعتدال. وقال إن هذه الجامعة الصيفية، التي سيلتقي فيها شباب المهجر بطلبة جامعة عبد المالك السعدي، ستكون مناسبة لمناقشة "المفهوم العميق للارتباط بالمرجعية العربية الإسلامية الوسطية التي يتميز بها المغرب"، مشيرا في هذا السياق إلى خصوصية مؤسسة إمارة المؤمنين، التي تعتبر نموذجا ومرجعية استثنائية في كل دول العالم. وأضاف بنعتيق أن الفرصة ستتاح لمغاربة العالم للتفاعل مع مرجعية الدفاع عن الوحدة الترابية، إذ يعول عليهم لكي يشكلوا قنوات وسيطة مع مجتمعات الاستقبال لشرح وتفسير القضية الوطنية، مضيفا أن السياسة المغربية في مجال تدبير الهجرة واللجوء ستكون أيضا حاضرة خلال هذه الجامعة، لإبراز جهود المغرب في تسوية وضعية 50 ألف مهاجر وتمكينهم من حقوقهم في الصحة والتعليم والشغل والسكن. وخلص إلى أنه "لا يمكن تخيل مغرب الغد دون مشاركة من مغاربة العالم في مشروعه المجتمعي، خاصة الشباب من الجيلين الثاني والثالث المتمسكين بوطنهم الأم"، مشددا على أن "المغرب في حاجة لأبنائه وبناته، الذين يشكلون القوة الضاربة لبناء المشروع المجتمعي". وحرصت الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، العام الحالي، على تنظيم خمس جامعات صيفية لفائدة شباب مغاربة العالم بكل من تطوان وأكادير وبني ملال وإفران وفاس، حيث يشارك فيها مجتمعة أزيد من 560 شابا وشابة. من جانبه، اعتبر رئيس جهة طنجةتطوانالحسيمة، إلياس العماري، أن مجلس الجهة منخرط، عن قناعة، في تنظيم هذه الجامعة الصيفية، ومن خلالها في تفعيل الاستراتيجية الرامية للعناية بمغاربة العالم، خاصة الشباب والشابات منهم، داعيا المشاركين في الملتقى إلى المساهمة في إغناء التنوع والتعدد الثقافي للمملكة. في السياق نفسه، أبرز حذيفية أمزيان، رئيس جامعة عبد المالك السعدي، أن الجامعة الصيفية تستجيب لرغبة أفراد الجالية في المساهمة في الإقلاع الاقتصادي والتنموي للمغرب، بلدهم الأم، موضحا أن هذه التظاهرة من شأنها "إبراز التنوع المغربي والمؤهلات التي تزخر بها مختلف جهات المملكة". وسجل أن المشاركين في الجامعة الصيفية لتطوان، وهم 120 شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين 13 بلدا من 5 قارات، سيتمكنون من امتلاك فكرة واضحة حول منظومة القيم المغربية القائمة على التسامح والحافظ على التراث اللامادي، والمتسلحة بالمذهب المالكي الوسطي. وخلال هذه الدورة، الممتدة على مدى ثمانية أيام، وفضلا عن الزيارات الميدانية المبرمجة لاستكشاف جهة طنجة – تطوان - الحسيمة، سيشارك الطلبة في ندوات وورشات تؤطرها شخصيات بارزة من باحثين وخبراء مغاربة، تتمحور حول عدة مواضيع من بينها الإسلام والمجتمع، والوحدة الترابية للمملكة، والجهوية الموسعة.