نظمت سفارة المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، مساء يوم الجمعة، مأدبة إفطار جماعي لأفراد الجالية المغربية المقيمة ببروكسل، تم خلالها استحضار الأجواء الروحانية والعائلية التي تميز هذا الشهر الفضيل. وفي كلمة ترحيبية، أبرز محمد عامر، سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، أن شهر رمضان الكريم، وإضافة إلى بعده الروحي، يشكل نواة للتراحم والتقاسم والفرح. وأكد على أن المغاربة عاشوا دائما على نهج إسلام ينشد الاعتدال والوسطية ويتوافق مع قيم التسامح والتقدم والعدالة. وشدد على ضرورة تلقين قيم الإسلام السمحة للأجيال الصاعدة من الشباب من أجل تحصينهم ضد بعض الأوساط المتطرفة التي تدعو إلى إسلام منفصل عن الواقع، ومساعدتهم على أن يعيشوا ثقافتهم في تناغم مع هويتهم. وفي مداخلة له حول " المغرب والإسلام الوسطي المعتدل "، أبرز فريد العسري أستاذ زائر بالجامعة الدولية للرباط، نموذج التدين المغربي المتفرد الذي يدعو إلى الوسطية والاعتدال مما جعل المملكة المغربية مثالا يحتدى. وأكد على أسس النموذج المغربي في التدين الذي يتميز بالرصانة مؤكدا على ضرورة الاستلهام من تصورات وإرث هذا النموذج خاصة في سياق المجتمع البلجيكي الراهن. وأشار من جهة أخرى، إلى أن الإسلام المعاصر يشهد حاليا تنامي بعض المظاهر والأفكار التي تشوش على بعض المسلمين في ممارستهم لشعائرهم الدينية، وكذا في الشعور بهويتهم. من جانبه، أكد رئيس المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة الطاهر التجكاني على أن الإسلام " هو دين السلام والرحمة والمحبة والوئام، أنزله الله تعالى ليكون رحمة للعالمين ولإسعاد البشر لا لشقائهم، ولتقدمهم لا لتأخرهم ". وأوضح أن الإسلام لا يشكل أي خطر على الغرب، ولا على قيمه وعاداته وأعرافه، داعيا إلى ضرورة الالتزام بالإسلام المعتدل الوسطي. ودعا الشباب على الخصوص إلى التحلي بالقيم المشتركة واحترام الاختلاف في تعاملهم مع الغير، مشددا عل دور الإنسان المسلم في نشر صورة الإسلام الصحيح. وتخللت هذه الأمسية تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم وقراءة أناشيد دينية وأمداح نبوية. وحضر هذه المأدبة على الخصوص عمدة بلدية مولينبيك فرونسواز شيبمانس، وشخصيات سياسية وعدد من ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص والطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم ببلجيكا.