انطلقت، اليوم الاثنين بطنجة، فعاليات الدورة الرابعة للملتقى العربي لفنون العرائس والدمى والدورة الثانية من مهرجان طنجة لفنون العرائس والأدائيات المنظمين بتعاون بين الهيئة العربية للمسرح وجمعية بوابة إفريقيا. وتهدف هذه التظاهرة إلى التعريف بمسرح العرائس العربي والعمل على تطويره وترسيخ تقاليد ممارسته، والانفتاح على التجارب العالمية والاستفادة منها، وتفعيل دور مسرح العرائس في كافة المؤسسات الثقافية والتربوية والاجتماعية، والاهتمام بالعرائس التقليدية والعرائس الرقمية، فضلا عن تكوين فرق شابة لمواكبة تطورات هذا الفن، وكذا تشجيع البحث والإبداع والتجريب في فنون الدمى ومسرح العرائس والأدائيات. ويضم برنامج الملتقى، الذي ستتواصل فعاليته إلى غاية 3 نونبر الجاري بمشاركة فنانين وباحثين من كافة الأقطار العربية وفرنسا، تنظيم أربع جلسات فكرية تتناول "فنون العرائس والفرجة الشعبية"، و"خصوصيات الكتابة لمسرح العرائس"، و"توظيف الحكايات الشعبية في فنون العرائس"، و"فنون العرائس من النمطية إلى التجديد"، بالإضافة إلى عقد حوالي 10 ورشات تطبيقية حول هذا الفن. وعلى هامش الملتقى، الذي سيكرم كلا من الفنان المغربي عزيز الفاضلي والفنانة الأردنية مارغو ملاتجليان، افتتح معرض للأقنعة الفنية لفرقة "الفرجة الممكنة" بطنجة، ومعرض ثان للأشرطة المرسومة لطلبة المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، كما تمت برمجة حوالي 15 عرضا لمسرحيات دمى العرائس. وفي كلمة بالمناسبة، أكد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، اسماعيل عبد الله، أن تنظيم الملتقى لم يكن صدفة، بل نتاجا طبيعيا ومنطقيا لمسيرة بدأت في دجنبر 2013، حين انطلق الحلم مسلحا بالإرادة الواعدة التي جمعت الهيئة العربية للمسرح بمجموعة من مبدعي هذه الفنون، الأكثر ارتباطا بالإنسان في مختلف مراحل حياته، ومختلف مراحل تطور ونمو حضارات البشر على مدى التاريخ. وأضاف أن الملتقى العربي ساهم في تشبيك العرائسيين (فناني العرائس والدمى المتحركة) من البلد الواحد وبين البلدان العربية المتعددة، التي شهدت "انبعاث فنون كانت آيلة للاندثار، أو انتعاش فنون صارت في الظل من المشهد، فعادت بهمتكم إلى بؤرة الضوء وصدارة الصورة". كما رحب بانفتاح الهيئة العربية للمسرح على مشاريع التعاون في كافة المجالات التي تخدم الفنون في ربوع أنحاء العالم، موضحا أن هذا التنسيق والتعاون "يعطي ثماره للإبداع ودوره في رفعة الإنسان". من جانبه، اعتبر رئيس جمعية طنجة بوابة إفريقيا، رشيد أمحجور، أن الملتقى والمهرجان فرصة للتواصل والتبادل والتفكير والتعاون واقتراح المشاريع للنهوض بهذا الفن العريق ذي الآفاق المستقبلية الواعدة، مشددا على ضرورة "ترسيخ تقاليد ممارسته في كل الأقطار العربية". من جهته، أبرز المدير الجهوي لوزارة الثقافة، محمد التقال، أن الوزارة حرصت دوما على إعطاء مسرح الأطفال عناية خاصة، تجسد الإدراك المتنامي لدى كل الفاعلين بأن الفرجة المسرحية لدى الطفل، ليست فقط متنفسا للترويح عن النفس، وإنما آلية عميقة من آليات التدبير المجتمعي، والتنمية الشاملة، باعتبار المسرح "مؤسسة تربوية لا تقل أهمية عن المدرسة والإعلام، وباقي المكونات التي تصنع وعي وإدراك الأفراد والجماعات".