عاشت كلية العلوم الاقتصادية والقانونية والاجتماعية بطنجة على وقع احتقان شديد، صباح اليوم السبت، بعد أن قرر طلبة شعبة علوم الاقتصاد والتسيير مقاطعة الدورة الاستدراكية، التي انطلقت أمس الجمعة، نظرا لما اعتبروها "نقاطا كارثية" في الامتحانات، إضافة إلى مشاكل أخرى. وفوجئ الطلبة المقاطعون للامتحانات بتواجد مكثف لقوات الأمن التي قامت بفتح ممر، من خلال جدارين بشريين من الباب الخارجي إلى الداخلي للكلية، للسماح لمن يريد أن يجتاز الدورة الاستدراكية من الطلبة بذلك، بعد أن كان الطلبة المقاطعون قد قاموا بإقفال الباب الخارجي في وجه الراغبين في اجتياز الدورة الاستدراكية أمس الجمعة. الطالبة "ل.ا" قالت في تصريح لهسبريس: "المقاطعة التي قمنا بها أمس كانت ناجحة بكل المقاييس، ورغم تواجد الأمن إلا أنهم لم يتدخلوا. أما اليوم، فهناك اقتحام للحرم الجامعي، مع السماح بدخول من يريد ذلك بالقوة، هناك الآن حالتا إغماء تم نقل الأولى إلى المستشفى بينما ننتظر سيارة الإسعاف لتنقل الثانية". وحول سبب المقاطعة الرئيس، قالت المتحدثة: "أوراق الامتحانات لا تصحح بشفافية والنقاط كارثة وغير معقولة، النقاط لا تتجاوز 3 و4، حتى أصبح معدل 10 حلما بالنسبة لنا، بينما نجد في باقي الكليات نقاطا تصل 15 أو 16". أسبابٌ أخرى للمقاطعة والاحتجاج، أوردها الطالب "ر.ا" بقوله: "النقطة التي أفاضت الكأس هذه السنة هي أن عددا من الطلبة اجتازوا الامتحان وفوجئوا بأنفسهم وقد سجّلوا غائبين، كما أن هناك فسادا كبيرا مستشريا في الكلية يتمثل في بيع الكتب مقابل النقط، الرشوة، عدم تصحيح الامتحانات، وأمور أخرى نرى أنه آن الأوان لتتوقف". وكان بيانٌ صادر عن الطلبة، عمّموه على صفحة الكلية المذكورة ب "فيسبوك"، جاء فيه أن الكلية "تعاني من جميع أنواع الفساد والرشوة، ناهيك عن الساعات الإضافية ذات الأثمنة الخيالية، مع إجبار الطلبة على شراء الكتب الغالية الثمن، وجاءت هذه الدورة من الامتحانات لتشهد الكلية مجزرة أخرى؛ بحيث إن النتائج كانت كارثية، والمصيبة أن أغلبية المواد سُجِّلنا فيها غائبين رغم أننا حضرنا واجتزنا الامتحانات"، وفق تعبير كاتبي التدوينة. يذكر أن الطلبة المقاطعين تمكنوا في الأخير من كسر الحاجزين الأمنيين، وقاموا بالدخول إلى قاعات الامتحان ووقف اجتيازه بالنسبة للطلبة الذين قرروا عدم المقاطعة، الذين حسب تقديرهم "لم يتجاوزوا العشرين طالبا".