– متابعة: لم يكن وقع وفاة المؤرخ التطواني محمد ابن عزوز حكيم، الذي رحل إلى دار البقاء يوم الاثنين الماضي، هينا بالنسبة لفاعلين في الحقل العلمي في مجال التاريخ، حيث عبر باحثون خلال تشييع جنازة الراحل، عن حزنهم العميق وتأثرهم الكبير لوفاة علم من طينة المرحوم حكيم بن عزوز. وكان المؤرخ التطواني محمد ابن عزوز حكيم الذي ووري الثرى أمس الثلاثاء بمدينة تطوان، قد اوفقته المنية يوم الاثنين الماضي، عن عمر يناهز التسعين سنة، بعد مسيرة علمية حافلة بالعطاء مليئة بالعطاء للخزانة المغربية في مجال التأريخ وكذلك الاسبانية باعتباره احد أبرز المؤرخين المغاربة الذين كتبوا بالعربية والاسبانية بشكل متكافئ. وقال الباحث رضوان احدادوا ، إن البحث العلمي بالمغرب في مجال التاريخ والحركة الوطنية فقد بوفاة محمد ابن عزوز حكيم، مؤرخا من طينة العلماء الكبار ومناضلا كبيرا من أجل القضايا العادلة للمغرب . وأعرب عن أمله في أن يعمل الباحثون والجامعيون على سبر أغوار مؤلفاته وإبداعاته الغزيرة خدمة للفكر المغربي وتنويرا لكل المهتمين بالشأن التاريخي خاصة والشأن الثقافي عامة ، ومن أجل نفض الغبار عن العديد من الأحداث التاريخية التي غيرت مجرى تاريخ الضفتين، خاصة وأن الراحل كان يتوفر على كم هائل من المستندات والوثائق النادرة . ومن جهته، قال المؤرخ عبد العزيز سعود إن المرحوم محمد ابن عزوز حكيم كان باحثا من طينة الكبار حيث أفنى حياته في البحث والتنقيب وتنوير الرأي العام الوطني والدولي بقضايا هامة ، وساهم مع ثلة من المؤرخين المغاربة في إثبات العديد من الحقائق بالحجج العلمية الدامغة، مما جعل من كتاباته الكثيرة مراجع لكافة الوقائع والأحداث التي كان شمال المغرب مسرحا لها في مختلف الفترات التاريخية. يعتبر محمد ابن عزوز حكيم، المزداد في شتنبر 1924 ، من الباحثين والمؤرخين المغاربة البارزين المختصين في الدراسات التاريخية حول مسار العلاقات المغربية الاسبانية ، وله إسهامات مهمة في هذا المجال أبرزت مختلف المراحل التاريخية المشتركة بين الضفتين . وقد أسهم الفقيد، على مدى سبعة عقود، في إغناء المكتبة التاريخية بالمغرب واسبانيا بمصنفات تاريخية مستندة إلى الكتابة الوثائقية ، إذ نشر أزيد من 320 كتابا منها 190 كتابا باللغة بالإسبانية ، إضافة إلى أزيد من 300 بحث تاريخي حول تاريخ العلاقات المغربية الاسبانية . ومن بين مؤلفاته " مأساة الأندلس من سنة 1483 إلى سنة 1609 " و " رحلة في أندلسيا " و" معركة أنوال " و " زعيم الوحدة عبد الخالق الطريس" . وسبق للراحل أن أسس عددا من المجلات منها " الوثائق الوطنية " التي تعنى بنشر وثائق الحركة الوطنية ، و"تطاون " التي تعنى بتاريخ شمال المغرب، و "الجيوب السليبة" باللغتين العربية والاسبانية ، و" دفاتر القصبة" بالإسبانية .