– سلوى العيدوني (سبتةالمحتلة): اندلعت صباح الثلاثاء، 15 يوليوز، بالمعبر الحدودي تراخال بين المغرب ومدينة سبتةالمحتلة مواجهات عنيفة بين العابرين المغاربة الذين يعيشون على التهريب المعيشي والقوات الامنية الاسبانية وحتى مع المغربية في بعض الحالات، أستعملت خلالها الحجارة والغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، مما أدى إلى إصابة وجرح العشرات من كلا الأطراف. بداية المواجهات.. الضغط يولد الفوضى في الساعة الثانية من صباح الثلاثاء وبعد صلاة الفجر تدفق المئات من "الحمالين" المغاربة على باب سبتة في أعداد غير عادية لباقي الأيام الاخرى، في انتظار فتح المعبر في وجههم لدخول المدينةالمحتلة. وتمكن 500 فرد من الدخول بعد فتح المعبر بشكل منتظم كما هو متفق بين السلطات الجمركية المغربية والاسبانية بادخال 500 شخص في كل فوج، إلا أن ضغط الاعداد الكبيرة غير الاعتيادية أخل بالنظام فحدثت فوضى كبيرة في المنطقة الدولية التي تقع في الوسط بين الجمارك المغربية والاسبانية. هذه الفوضى دفعت بالجانب الاسباني إلى إغلاق الحدود وعدم إدخال أي شخص، وهو نفس الامر قامت به الجمارك المغربية بإغلاق المعبر في وجه باقي العابرين، فأصبح الالاف في الحدود المغربية في حين حوالي 500 اخرين ظلوا عالقين في المنطقة الدولية. اندلاع المواجهات.. الحجارة في مواجهة الرصاص المطاطي اغلاق الحدود في وجه العابرين الممتهينين للتهريب المعيشي أدى إلى سخط كبير في أوساطهم، الأمر الذي دفع بهم إلى الدخول في مواجهات لفظية مع الجمارك الاسبانية قبل أن تتطور الأوضاع إلى رشق بالحجارة وبكل ما صدفت أيدي الغاضبين. الرد الاسباني لم يتأخر إذ تم استدعاء وحدات خاصة قامت باطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي بهدف زجر المحتجين، فاستمرت المواجهات ساعات طويلة بين الجانبين خاصة بعد تمكن العابرين الآخرين من تجاوز المعبر المغربي ودخول المنطقة الدولية. في قلب المواجهات.. عاش الملك .. وسبتة مغربية واصلت المواجهات إلى حد عنيف ما بين الساعة التاسعة العاشرة من صبيحة الثلاثاء حيث كان الرشق بالحجارة وزجاج القنينات من طرف والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع من الطرف الاخر يتم بشكل الكر والفر بين الجانبين. الفوضى كانت عارمة وازدحام شديد، والعديد من النساء اصبن باختناقات في التنفس جراء دخان غاز الكريموجين، في حين حوصرت بعضهن داخل السيارات، والصراخ كان يملئ باب سبتة من كل ناحية. الشباب المغاربة أمام هذه المواجهات رفعوا شعارات تندد بالاستعمار الاسباني، وتطالب الاسبان بالرحيل عن مدينة سبتة السليبة. "سبتة ومليلية مغربيتين" هكذا صدحت حناجر بعض الشباب وهو يوجهون صراخهم بهذ الكلمات نحو القوات الاسبانية الرابطة خلف الحدود. بعض من الشباب الاخرين هتفوا بحياة الملك محمد السادس في حين رفع اخرون العلم المغربي في منظر يشبه الاحداث الجارية في فلسطين بقطاع غزة. حصيلة المواجهات.. جروح واصابات بالغة ظلت المواجهات قائمة بين الممتهنين للتهريب المعيشي المغاربة والقوات الاسبانية بعد تراجع القوات المغربية وعدم مشاركتها في اخماد المواجهات نظرا للأعداد الكبيرة من "المهربين" حوالي خمس ساعات وهي المدة التي ظلت فيها الحدود مغلقة. وسجلت في هذه المواجهات التي تعد الاعنف منذ سنوات مضت، إصابة حوالي 25 من المهربين المغاربة أصيبوا بجروح واختناقات بسبب الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات الاسبانية بكثافة في وسط المحتجين الغاضبين. وأصيب جمركي مغربي اصابة بالغة في البدايات الاولى من المواجهات عندما حاول الجمركيون المغاربة إغلاق المعبر من الطرف المغربي وقد تم انقاذه حسب شهود عيان من طرف بعض عناصر الشرطة الاسبانية. كما أصيب من الطرف الاسباني حسب ما صرحت به سلطات سبتةالمحتلة 28 فردا من الشرطة الاسبانية 2 منهم في حالة خطيرة، أحدهما أصيب بضربة بالغة بسكين في إحدى ذراعيه في حين أصيب اخر اصابة بالغة في احدى ساقيه بحجر من طرف احد الغاضبين. وتم في المساء إعادة فتح الحدود بعد هدوء الاوضاع وإسدال الستار على أعنف مواجهة يشهدها المعبر الحدودي مع القيام بإجراءات لتفادي وقوعها مستقبلا من الطرف الاسباني حسب ما صرح به رئيس حكومة سبتة عقب المواجهات.