الشباب حاضرون في المجال السياسي بقوة بالرغم من اختلاف المواقف من المشاركة والفعل السياسي، بحيث أن حضور هذه الفئة العمرية من المجتمع أثبتت تواجدها وتفاعلها مع مختلف القضايا سواء من داخل الهيئات الحزبية أو من خارجها. ذلك جانب من الأفكار والآراء التي أجمع عليها نشطاء من تيارات سياسية متباينة، خلال مائدة مستديرة مساء يوم الثلاثاء 6 ماي، حول موضوع "مكانة الشباب في أدبيات الأحزاب السياسية"، التي نظمتها جمعية بناة الغد، ضمن فعاليات الدورة الثانية لمهرجان الشباب، المنظم خلال الفترة ما بين 2 و7 ماي 2014. ومن بين المشاركين الذين سارت تدخلاتهم في هذا الاتجاه، كان محمد بوزيدان، الكاتب الإقليمي لشبيبة حزب العدالة والتنمية بطنجة، الذي ميز بين تفاعل الشباب مع العديد من القضايا السياسية المختلفة، وبين مشاركتهم الفاعلة في تحديد مسار هذه القضايا، "إذ أن الوقائع والإحداث أبرزت أن حضور الشباب قوي في الجانب المتعلق بالتفاعل مقابل حضور باهت في الجانب المتعلق بالمشاركة"، يشرح بوزيدان وجهة نظره. وبعد أن يتساءل النشاط السياسي، عن الأسباب التي تجعل من الشباب يتفادى دخول غمار اللعبة السياسية، يستطرد موضحا أن هذا الموقف نابع من رفض واقع العملية السياسية والمجال المتاح أمامه للمشاركة. لكنه – نفس المتحدث- سيخلص إلى ضرورة الانخراط القوي للشباب في مختلف مراحل العملية السياسية "لأنها المجال الوحيد لإحداث تغيير وفق تطلعات هذه الفئة العمرية، ما دام إن الانتخابات التشريعية والجماعية سيجري تنظيمها في مواعيدها وستحمل من ستحمل إلى مناصب المسؤولية" يضيف مسؤول شبيبة العدالة والتنمية الذي يختم بالتأكيد على أن المشاركة السياسية لا بد أن تبنى على قناعات راسخة بجدوى المشاريع الحزبية. من جهته، سجل عبد السلام العيدوني، المستشار الجماعي عن حزب الإتحاد الدستوري ونائب عمدة مدينة طنجة، وجود صيرورة في وعي الشباب قبل وبعد ما اصطلح عليه ب"الربيع الديمقراطي"، موضحا أنه بعد فترة الحراك لوحظ تفعيل دور الشباب في العديد من المحطات، بعد أن لعب دورا حيويا في مسيرات الحراك الشعبي الذي شهدته الساحة الوطنية منذ 20 فبراير 2011. واستطرد العيدوني في استعراض وجهة نظره، مبرزا توجه معظم الأحزاب إلى محاولة احتواء الشباب من خلال إشراكهم في تدبير الشأن العام، وهو ما دل عليه تخصيص لائحة للشباب أثناء انتخابات 2011، التي أفرزت تمثيلية مهمة لهذه الفئة العمرية في البرلمان، إلا أنه استدرك ليسجل استمرار ضعف الحضور الشبابي داخل الأحزاب السياسية، في مقابل استمرار ارتفاع نسبة حضورهم في المجال الجمعوي. وختم العيدوني تدخله، بالإشارة إلى أن هناك نسبة كبيرة من الشباب تكتفي بانتقاد واقع الممارسة السياسية من الخارج، مسجلا أن ذلك نابع من واقع اقتصادي واجتماعي متردي، فضلا عن اعتقادهم باستمرار وجود سياسات التوريث داخل المناصب الحزبية، وغير ذلك من الممارسات التي تزيد من عمق الهوة بين الشباب والمشاركة السياسية. النائب البرلماني عن حزب التجمع الوطني للأحرار، حسن بوهريز، رأى أن الواقع يؤكد حضورا قويا في المشهد السياسي الوطني، مستدلا بوجود عدد من الفعاليات الحزبية الشابة بمدينة طنجة في مناصب تمثيلية أو مناصب حزبية، وهو نفس الشأن فيما يخص واقع إقبال الشباب على الانخراط في صفوف الأحزاب السياسية، في نظره. واعتبر بوهريز أيضا، أن المشهد السياسي المغربي، يشكل أرضية مشجعة للمشاركة الشبابية، بالرغم من وجود عوامل تدفع بعزوفهم عن ذلك، من قبيل الرشوة والمحسوبية، والاغتناء اللا مشروع عن طريق المناصب السياسية. أما عبد المنعم البري، المنسق الجهوي لحزب الأصالة والمعاصرة، فقد ذهب في اتجاه انتقاد واقع المشاركة السياسية للشباب بعد فترة الحراك، مسجلا أنه خلال محطة 25 نونبر 2011، تم ملاحظة عدم احتواء شباب الهامش في اللعبة السياسية، التي ظلت مقتصرة على أبناء الأعيان والنافذين. كما أبدا البري رفضه، بناء مسألة احتواء الشباب في السياسة من خلال مسطرة "الكوطا"، وإنما يجب أن يرتكز هذا الاحتواء على الاقتناع بقوة الشباب.