تصدرت الشعارات السياسية بشكل لافت، أجواء المسيرات العمالية، التي نظمتها مختلف التمثيليات النقابية بشوارع مدينة طنجة، صباح الخميس، احتفالا بذكرى عيد العمال ألأممي، الذي يصادف ذكرى فاتح ماي من كل سنة، وهي المناسبة التي عرفت أيضا تراجعا ملحوظا في الزخم المعهود في هذه الإحتفالات. وفي الوقت الذي اتفقت فيه معظم الشعارات، على المطالبة بتحسين أوضاع العمال والزيادة في الأجور، والتنديد بكل أشكال التي يتعرض لها أفراد الطبقة العاملة من طرف "الباطرونا"، تباينت الشعارات السياسية بحسب قرابة أو بعد الهيئات النقابية من تيارات الأغلبية المسيرة للحكومة، التي يترأسها حزب العدالة والتنمية. وشكل مهنيو القطاعات المنضوية تحت لواء الإتحاد الوطني للشغل، الذراع النقابي لحزب العدالة والتنمية، الأكثر حضورا في هذه المسيرات، بحيث احتل شغيلو هذه القطاعات صفا طويلا على طول شارع يوسف بن تاشفين، الذي اكتسى لونا أخضر بسبب المشاركة المكثفة لعمال قطاع النظافة المسير من طرف شركة "تيكميد" الإسبانية. غير أن مطالب العمال والمهنيين، لم تكن وحدها الحاضرة في مسيرة نقابة الإسلاميين، بل إن الشعارات المدافعة عن سياسيات الحكومة، كان لها حضور بارز، لا سيما على مستوى الإشادة ببعض "الإصلاحات" التي تم إقرارها من طرف الحكومة، فضلا عن كيل الاتهامات المعتادة إلى "جيوب المقاومة" التي تعرقل مسيرة الإصلاحات الحكومية، حسب مضمون الشعارات. أما في الجانب الآخر من المسيرات التي قادتها تمثيليات نقابية تقف في الصف المناوئ لحكومة عبد الإله بنكيران، مثل الإتحاد المغربي للشغل والكنفدرالية الديمقراطية للشغل، والفيدرالية الديمقراطية للشغل، فقد تعالت فيه شعارات نارية ضد "القرارات اللاشعبية"، من قبيل الزيادات المتتالية في الأسعار، وما صاحب ذلك من استمرار الأوضاع الاجتماعية لدى فئات عريضة من الشعب المغربي. وكعادتهم، هيمن شغيلو قطاع سيارات الأجرة، إلى جانب مستخدمي شركة التدبير المفوض للماء والكهرباء بالمدينة "أمانديس"، الذين رفعوا شعارات تطالب بتسوية الملفات العالقة بينهم وبين وبين الإدارة الجديدة للشركة الفرنسية، خاصة فيما يتعلق بالجانب المتعلق بتسوية وضعية العمال الحاملين للشواهد العليا. كما خطف مستخدمو الشركات العاملة في قطاع تدبير الحاويات بميناء طنجة المتوسط، الأنظار من خلال إنزالهم الكبير في الشوارع التي جابتها المسيرات العمالية، حيث شن المتظاهرون هجومات لاذعة ضد إدارات هذه المؤسسات التي حولت الميناء المتوسطي إلى "ميناء جديد للطرد والتشريد"، حسب الشعارات المرفوعة خلال المسيرة.