لم يتجاوز عدد المشاركين في مسيرات فاتح ماي بطنجة صباح يوم الأربعاء، سوى بضعة آلاف من عمال ومستخدمي مختلف القطاعات المنضويين تحت لواء مختلف المركزيات النقابية. في الوقت الذي لوحظ فيه تواجد أمني كثيف. ومرت مسيرات عيد العمال هذه السنة في أجواء تنظيمية باردة، لم تعرف سوى الحضور اللافت للتمثيليتين النقابيتين، الاتحاد المغربي للشغل والاتحاد الوطني للشغل، فيما تم تسجيل غياب التمثيليات النقابية الناشطة على الساحة الوطنية. وهيمن على هذه المسيرات شغيلو قطاع سيارات الأجرة، إلى جانب مستخدمي شركة التدبير المفوض للماء والكهرباء بالمدينة "أمانديس"، الذين رفعوا شعارات تطالب بتسوية الملفات العالقة بينهم وبين وبين الإدارة الجديدة للشركة الفرنسية، خاصة فيما يتعلق بالجانب المتعلق بتسوية وضعية العمال الحاملين للشواهد العليا. كما خطف مستخدمو الشركات العاملة في قطاع تدبير الحاويات بميناء طنجة المتوسط، الأنظار من خلال إنزالهم الكبير في الشوارع التي جابتها المسيرات العمالية، حيث شن المتظاهرون هجومات لاذعة ضد إدارات هذه المؤسسات التي حولت الميناء المتوسطي إلى "ميناء جديد للطرد والتشريد"، حسب الشعارات المرفوعة خلال المسيرة. أما شغيلة القطاعات العمالية التابعة للاتحاد الوطني للشغل، المقربة من حزب العدالة والتنمية المتزعم للأغلبية الحكومية، فقد حولوا مسيرتهم كما كان متوقعا، إلى مناسبة لترديد الشعارات المدافعة عن سياسة الحكومة وكيل اتهامات عرقلة الاصلاح إلى "جيوب المقاومة"، رافعين هتافات نارية تهدد بالتصدي لمن أسمتهم بالمفسدين والسماسرة. وفي الجانب المقابل، سادت موجة حماس كبيرة في صفوف نشطاء التيارات اليسارية، الذين ركزوا على الشعارات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، إلى جانب أخرى تنتقد الحكومة التي تسير بالبلاد إلى الهاوية، حسب مضمون هذه الشعارات التي رفعت أيضا مطلب تحسين القدرة الشرائية لجميع فئات المواطنين مع تحسين ظروف العمل. المزيد من الصور لاحتفالية عيد العمال بطنجة على الرابط : هنا