أشاد خطيب الجمعة بمسجد النور بالمجمع الحسني بمدينة طنجة، حيث أدى الملك محمد السادس صلاة الجمعة، بالمبادرات الملكية في مجال وضع السياسات التعليمية الهادفة إلى تخليص الإنسان من آفة الجهل والأمية. وقال الخطيب خلال خطبتي الجمعة، إن الملك محمد السادس " يقتفي اليوم أثر جده المصطفى، صلى الله عليه وسلم، وأثر أسلافه الأشراف، فيأمر بوضع برامج للتعليم والتعلم بهدف إزاحة آفة لا تليق بالإنسان المغربي المسلم الأبي الكريم". ولفت الخطيب إلى أن ملوك وسلاطين المغرب، وخصوصا منهم الأشراف العلويين، لم يزالوا بسنة جدهم المصطفى مقتدين، وبهديه عاملين، وعلى آثاره سائرين، فنجد في صفحات تاريخهم المجيد ضروبا من هذا الاقتداء والاهتداء، حيث كانوا يأمرون الناس بالتعلم ومشارطة الفقهاء الذين يعلمونهم القراءة والكتابة لافتتاح باب النهل من العلم وسلوك درب طلبه، مذكرا بأن السلطان سيدي محمد بن عبد الله كان يأمر بذلك القائمين على هذا الشأن ، وتبعه حفيده المولى الحسن الأول وتبعهما من جاء بعدهما وحمل الأمانة عنهما. وأشار الخطيب أن الرسول الكريم ما أمر بشيء من الخير إلا وسبق إليه ، وأنه بخصوص التعليم، فقد اهتم بتعليم أزواجه أمهات المؤمنين القراءة والكتابة، مبرزا أن هناك الكثير من النماذج الدالة على حرص النبي على تعلم الناس وتعليمهم وإخراجهم من جهلهم. واستحضر خطيب مسجد "النور"، بين يدي الملك محمد السادس، بعض الجوانب من خطبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، التي تتضمن جملة من التوجيهات، من ضمنها، مسؤولية ولي أمر المسلمين في تعلم الناس وتعليمهم، موضحا أن ولي أمر المسلمين ، اقتداء بالرسول الكريم ، لا يرضى لأمته الجهل بوسيلة التعلم وهي القراءة والكتابة. كما أن أن ولي أمر المسلمين، حسب الخطيب، يرى أن المسؤولية مقسمة بين الذين يعلمون وعليهم أن يعلموا غيرهم، وبين الذين لا يعلمون وعليهم أن يسعوا إلى التعلم ممن يعلمون لا سيما إذا كانوا من جيرانهم، مذكرا بحديث المصطفى عليه الصلاة والسلام قوله ""ما بال أقوام لا يفقهون جيرانهم، ولا يعلمونهم ولا يعظونهم ولا يأمرونهم ولا ينهونهم ، وما بال أقوام لا يتعلمون من جيرانهم ولا يتفقهون ولا يتعظون، والله ليعلمن قوم جيرانهم ويفقهونهم ويعظونهم ويأمرونهم وينهوهم، وليتعلمن قوم من جيرانهم ويتفقهون ويتعظون أو لأعاجلنهم العقوبة". وختم الخطيب بالدعاء إلى الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين بالتوفيق والسداد، كما كما تضرع إلى العلي القدير بأن يتغمد برحمته الواسعة الملكين المجاهدين المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويطيب ثراهما ويكرم مثواهما.