أبدى العديد من ساكنة حي الخربة وحي اعزيب الحاج قدور بمحاذاة ملحقة كلية الحقوق بطنجة، امتعاضهم واستنكارهم الكبير للطريقة التي وصفوها بالعشوائية، والتي رافقت عملية "إصلاحات" همت الشارع الرئيسي فقط للحي تحت إشراف مقاطعة طنجة المدينة بشراكة مع الولاية، انطلقت منذ شهر تقريبا. ونقل عن سكان الحي انه في الوقت الذي كان فيه من اللازم وضع برنامج وخطط مشتركة تراعى فيها حاجيات وضروريات السكان، كالذي قدمته إحدى الجمعيات العاملة بالحي، والذي يهم القيام بإعادة إصلاح وتوسيع أزقة حي الخربة، ووضع أسماء لها، فوجئ السكان بوصول آليات التجهيز التي قامت على الفور بأعمال ، قال بعض السكان أنها لم تكن كافية لإعادة إدماج وهيكلة الحي بالطريقة الصحيحة، وقد همت في هذا الصدد الإصلاحات التي أنجزتها شركة خاصة فازت بالصفقة بمبالغ تجاوزت 60 مليون سنتيم حسب ما ذكرته مصادر خاصة ل"طنجة 24".
ويعيش حي الخربة بطنجة منذ عقود حالة مزرية، ففي ضل غياب ابسط المرافق الضرورية كالمدارس ومركز صحي، إضافة إلى عدم تمكن الساكنة من الاستفادة مثلا من برامج إعادة الهيكلة لبعض الأزقة المنتشرة بالحي، والتي التي قد توفر لهم مثلا، عناء الانتقال لأقرب وكالة بريدية للتوصل بالخدمات التي تقدمها مراكز البريد من رسائل وغيرها، لا يزال حي الخربة بطنجة وبساكنته التي تصل اليوم إلى أزيد من 1200 نسمة مجرد بورصة لجمع أصوات الناخبين خلال المناسبات الانتخابية فقط من بعض أعضاء مقاطعة طنجة المدينة كما وصفه احد سكان الحي.
وجرت منذ شهر بحي الخربة واعزيب الحاج قدور عملية إصلاح همت الشارع الرئيسي، على مسافة 600 متر تقريبا، دون مراعاة لأبسط ضروريات السكان، حيث امتدت هذه الإصلاحات لتشمل بعض أرصفة الحي، والتي تعرضت خلالها أبواب منازل السكان ومحلاتهم التجارية للهدم بطرق عشوائية، بعد أن قاموا بإصلاحها من أموالهم الخاصة، وفي هذا الصدد قال بعض السكان إنهم تكفلوا بعملية ترصيف محلاتهم وبيوتهم منذ مدة وصرفوا خلالها أموالهم، لكن الشركة المكلفة بإعادة هيكلة الشارع قامت على الفور بتدميرها دون مراعات لمطالبهم الخاصة، ودون تقديم اية شروحات في هذا الصدد ، وهو الأمر الذي ترك انطباعا سيئا لذى الكثير من ساكنة حي الخربة.
ووصف العديد من المواطنين الذين التقينا بهم ما يجري الآن بحي الخربة، من اصلاحات ترقيعية، مجرد ذر الرماد في العيون، دون النظر في المعانات الحقيقية التي كان قد وعد بحلها رئيس مقاطعة طنجة المدينة المنتمي لحزب الحمامة خلال الحملات الانتخابية السابقة، حي الخربة يعيش وضعا أشبه بالأوضاع البدوية، بحيث انعدام كل شروط حي بمواصفات حضرية، في ضل غياب ابرز المرافق الحيوية التي ينتظرها ساكنة الحي الذين رفعوا ولا يزالون نداءاتهم المتكررة إلى كافة المسئولين لأجل ايلاء عناية خاصة بالحي على غرار باقي إحياء طنجة، وتساءل العديد من السكان حول ما جدوى عدم اعتماد مقاطعة طنجة المدينة برنامج اصلاحات شاملة ضمن مخططاتها الشاملة يستفيد منها الحي. وفي موضوع آخر، تسببت مؤخرا بعض الحفر الخطيرة التي تركتها الشركة المخول لها بإصلاح الشارع الرئيس بحي الخربة، في إصابة سيدة حامل بجروح طفيفة، وكادت أن تفقد جنينها لولا تدخل بعض المارة، وهي الحفر التي أدت إلى قطع حركة المرور من والى وسط الحي لمدة أسبوع ونصف.