لم تستسغ ساكنة حي المطار بآسفي قرار السلطة المحلية المسؤولة عن الأشغال الجارية عن قدم وساق خلال الأيام الأخيرة استعدادا للزيارة الملكية لمدينة آسفي أواخر شهر أكتوبر والقاضي بحرمان هذا الحي الذي تقطن به ساكنة مهمة تقدر بالآلاف من الإصلاحات والترميمات للأزقة والأحياء المتواجدة بهذا الحي الذي أصبح شبيها بقرية وسط المدينة مع العلم أن الأشغال جارية على بعد أمتار قليلة منه وبالضبط الطريق المؤدية إلى المطار الذي سبق وأن حطت به الطائرة الملكية في الزيارة الملكية الأخيرة لمدينة آسفي دون الوصول إلى هذا الحي . فحالة أزقة وطرق حي المطار بأسفي التي كلها محفرة تطالب بسببها الساكنة من الجهات المسؤولة جعلها ضمن الاصلاحات الجارية على غرار المناطق الأخرى بالمدينة ، حيث إن جل الأحياء والشوارع بهذا الحي لازالت المؤسسة الجهوية للتجهيز والبناء لم تقم بتهيئتها مما يصعب على السيارات والحافلات المرور منها ، نفس الشيء بالنسبة لسيارات الأجرة الذي يعاني سائقوها من الوضعية المزرية للطرقات والتي تؤثر بشكل كبير على سياراتهم مما يجعلهم يرفضون نقل المواطنين إلى هذا الحي ، كما أن وكالة النقل الحضري لأسفي تخصص هي الأخرى خطا واحدا ووحيدا يصعب معه على الساكنة التنقل بشكل مريح، مقابل ذلك فقد قام السكان بالاتصال بإدارة الوكالة من أجل الزيادة في عدد الخطوط ،لكن مبرر الإدارة في عدم الزيادة في ذلك يعود الى كون الشوارع والأزقة محفرة ويصعب على الحافلات المرور منها. وتعول الساكنة في الوقت الراهن على الاصلاحات الجارية بمناسبة الزيارة الملكية حتى يتمكن حيها من الاستفادة من هذه الترميمات بعدما عانت الويلات ولا زالت تعاني جراء غياب الآذان الصاغية التي لم تأخذ بعين الاعتبار مشاكلها ومعاناتها ليس فقط على مستوى الطرقات بل أيضا الغياب التام للعديد من المرافق الأساسية. فإلى جانب وضعية الطرقات، فإن الساكنة تعاني من مشكل غياب الأمن وقلة الدوريات الأمنية بالحي نظرا لعدم وجود مركز أمني ،وأيضا غياب مرافق اجتماعية وثقافية ،كما يصطدم السكان بمشكل خدمات البريد بالمنطقة حيث يضطرون إلى اللجوء إلى مركز البريد المتواجد بحي الكورس والذي لا يتناسب فضاءه وعدد المواطنات و المواطنين الذين يقصدونه من أحياء المطار ، أناس، الكورس،زين العابدين... مما يخلق الازدحام والفوضى وتكدسهم داخله وأمامه.وقد عانى المواطنون الويلات لسنوات عدة من ضعف الخدمات الصحية إلى أن تم مؤخرا فتح أبواب المركز الصحي بالحي بعدما بقيت بناينه مشيدة لسنوات والتي بلغت صفقته 898.002.80 درهم حيث لم تتخذ الجهات المسؤولة قرارها بفتح أبوابه إلا بعد الضغوطات التي مارستها الساكنة على المسؤولين على الشأن الصحي بالإقليم .وتبقى خدمات الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء جد ضعيفة بالرغم من فتحها مؤخرا لمركز لها بالحي ، حيث لم تطبق الوكالة كل التزاماتها المتمثلة في الخدمات التي سيقدمها المركز للساكنة ،اذ يفتح أبوابه فقط لاستخلاص الواجبات الشهرية ، أما باقي الخدمات كالإجراءات الإدارية الأخرى التي يكون المواطن في حاجة ماسة إليها فإنه يضطرمعها إلى اللجوء إلى مركز حي كاوكي البعيد عن الحي لقضاء باقي أغراضه الإدارية الخاصة بالماء والكهرباء .ولانعزال الحي عن المدينة ، فإن الطريق غير المعبدة التي تم تهييئها مؤخرا والتي تربط الحي بسانية زين العابدين تعتبر الطريق الوحيد التي يتم استعمالها من قبل الساكنة نهارا للذهاب الى وسط المدينة ، في حين يبقى المرور منها صعبا أثناء الليل لانعدام الإنارة العمومية بها ، وقد سبق وأن تم تسجيل وقوع حالات اعتراض سبيل المواطنين بها أثناء الليل.ولم يستفد الحي من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مع العلم أنه في حاجة ماسة إلى العديد من المشاريع التي لم تلتزم الهيئات المنتخبة بإنجازها ، حيث تقدمت في هذا الشأن ودادية المطار بمشاريع هامة تهم التهيئة الطرقية لفك العزلة عن الحي ، وبناء مرافق ترفيهية كدار للشباب ، لكن المسؤولين في اللجنة الإقليمية للمبادرة غير مكترثين بهذه المشاريع المقدمة إليهم.وفي تصريحهم لموقع " آسفي اليوم" أشار السكان إلى أن السبب الرئيسي في انعدام الأنشطة التجارية والاقتصادية بالحي يعود بالدرجة الأولى إلى العزلة التي يعرفها الحي جراء انعدام الطرقات والوضعية الكارثية لمختلف هذه الشوارع والأزقة، كما يعانون من مشاكل أخرى تهم قنوات الصرف الصحي والتي تتمثل في كون معظم القنوات داخل تجزئة المطار تركت مغلقة بالإسمنت المسلح مما أدى الى تسربات مائية، كما أن هناك بعض المنازل شيدت فوق قنوات الصرف الصحي.